قرار مجلس الوزراء القاضي بالسماح للأندية بإنشاء أكاديميات رياضية على الأراضي المخصصة لها، هو بمثابة الانطلاقة الحقيقية لمرحلة التطوير الشاملة التي تخطط لها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فالأكاديميات، وكما أشار إلى ذلك سمو نائب الرئيس العام، تهدف إلى اكتشاف ورعاية المواهب الرياضية وتدريبها في سن مبكرة، إلى جانب إعداد وتأهيل الإداريين والفنيين والمشرفين على الفرق الرياضية فنياً، والعمل على تعميق مفهوم الثقافة الرياضية والاحترافية لديهم. ويحسب للرئاسة العامة لرعاية الشباب استباقها للحدث من خلال الجولة الناجحة التي سبق وأن قام بها سمو الأمير نواف بن فيصل وفريق العمل المرافق بتكليف من سمو الرئيس العام، والتي شملت زيارة عدد من الأكاديميات المتخصصة في المجال الرياضي في عدد من الدول المتقدمة في أوروبا والأمريكتين، وعقد مذكرات تفاهم مشترك مع تلك الأكاديميات للاستفادة من تجاربها وتبادل الخبرات العلمية معها. وهذا العمل المؤسسي الذي قامت به الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لا شك في أنه سيدعم الأندية ويثري خبراتها، وهي تبدأ مشوارها في هذا الجانب الرياضي الفني الاستثماري الحيوي المتمثل في إنشاء الأكاديميات الرياضية. والمؤمل من هذه الأكاديميات بما سيخصص لها من دعم وبما ستمتلكه من تجهيزات، وما سيوفر لها من إمكانات بشرية متخصصة عالية الكفاءة، أن تكون مؤهلة لاكتشاف المواهب وصقلها ووضعها في المسار المطلوب سلوكياً وفنياً وذهنياً، وبالتالي تخريج جيل رياضي موهوب ومثقف ومنضبط يعي دوره ويدرك مسئولياته. بين الهلال والنصر! بصراحة كشف حساب السنوات الثماني الماضية الذي نشرته (الجزيرة)، قال ما لم يقله أحد عن حقيقة التنافس الهلالي النصراوي، وأوضح مدى الفارق في العمل الإداري بالناديين، وأرجو أن يكون الشعور بالغيرة هو الذي ساد الأجواء النصراوية، أكثر من الغضب على كشف الحساب ونتائجه، فالغيرة ربما تدفع للمراجعة وإعادة الحسابات والتفكير في اتجاه العمل وتوجه الأنشطة في النصر، بما قد يحدث نقلة نوعية في العمل الإداري، ليشمل التطوير غالبية الألعاب الرياضية، وعلى نحو ما تسعى الإدارة لتحقيقه مع فريق كرة القدم بالنادي. أمامي كشف الحساب ونتائجه تسلط الضوء بقوة على مدى الفارق بالبطولات بين الهلال والنصر، والكل مدرك أنّ الهلال أكثر بطولات من النصر، لكن عندما تحتكم إلى الأرقام تجد النتيجة أبلغ وأعنف وأقسى من مجرّد الكلام، فالرقم (229) يمثل عدد بطولات الهلال في ثماني سنوات، فيما الرقم (7) الذي يشير إلى عدد بطولات النصر في (8) سنوات يضع النقاط على الحروف في مواجهة مباشرة مع الواقع، والمركز الأول الذي يحتله الهلال يفضح حقيقة المنافس الذي يقبع بالمركز (44) ! وضمن السنوات الثماني التي استعرضها كشف الحساب، هناك أربع سنوات لم يحقق فيها النصر أي بطولة، بينما حقق فيها الهلال (103) بطولات ! والسبع بطولات (ست منها على مستوى الشباب) والمركز ال(44) لا يليق بفريق يسعى لأن يكون في مربع الكبار، وإذا كانت النظرة الجماهيرية هي في اتجاه كرة القدم، يفترض أن تكون النظرة الإدارية أشمل وأعم لتحقيق مسمى النادي الرياضي، وهذا لا يخص النصر فقط، بل كل الأندية التي ظلت حبيسة كرة القدم رغم أن نتائجها فيها متواضعة! ليفربول ويوفنتوس ! تجربة الهلال مع ليفربول والنصر مع يوفنتوس تعكس وعي فني في الهلال والنصر يبحث عن التطور، بغض النظر عن النتائج، لاكتشاف حقيقة الفريق ولاعبيه قبل الدخول في منافسات الموسم! وفي جولة خاطفة على المنتديات النصراوية التي لا أغيب عنها طويلاً، بحكم أن قرائي من النصراويين هم الأكثر، لاحظت مدى الغضب والتشاؤم الذي غلب على تعليقات كثير من النصراويين، في أعقاب خسارة فريقهم أمام اليوفنتوس بخمسة أهداف والتشكيك في قدرات المدرب زينجا وإمكانات الأجانب وخاصة ماكين وبيتري! مشكلة بعض النصراويين الحماس الذي يجعلهم يخلطون الأمور ولا يتبيّنون الواقع، وهذا الحماس الكبير الذي دفعهم وبكثافة لحضور أول تدريبات الفريق بالرياض بعد دعمه بالقحطاني وأجانب جدد، جعلهم يتصوّرون أنّ فريقهم بات الفريق الأول، ولهذا هم استكثروا حتى خسارته الودية أمام الفريق الإيطالي العريق! الواقعية مطلوبة يا جماهير النصر.. نعم فريقكم بدأ يتطور ويستقطب نجوماً، لكن المشوار لا يزال طويلاً والعمل شاقاً، فانتظروا وامنحوا فريقكم الفرصة، فقد صبرتم طويلاً ولن تخسروا إن أنتم تحملتم تبعات بناء الفريق الجديد، حتى لو تمت التضحية بموسم أو موسمين قادمين ! وسع صدرك! ** توضيحات سمو رئيس الهلال والمدرب رغم أنها تأخرت كثيراً، إلاّ أنها كشفت جانباً من قصة الهلال مع جريتيس والاتحاد المغربي، لكن يظل هناك جانب غامض في القضية وحلقة مفقودة، وسؤال يطرح نفسه كيف بمدرب عالمي أن يقبل بعقد مدرب رديف في الهلال يمكن أن يدرب الفريق أو يظل مدرباً مع وقف التنفيذ، فيما لو قرر جريتيس الاستمرار مع الهلال إلى نهاية عقده ؟! ** لا زلت عند رأيي في أنّ الوضع بالهلال يعكس الاستعداد للتضحية بالموسم في مقابل الأمل بالفوز بالآسيوية ! ** الآسيوية قيمتها في المشاركة ببطولة العالم وهذا طموح مشروع لكنه لا يحتاج كل هذا الضغط والاستنفار الذي قد يأتي بنتائج عكسية ! ** في قطر تم تأسيس نادي المشجعين لجذب الجماهير إلى الملاعب في منافسات الموسم ومباريات المنتخب يمنح بطاقات موسمية للجماهير تتدرّج من البرونزية ثم الفضية والذهبية، بالإضافة إلى بطاقات بلاتينية مجانية خاصة بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتم من خلال هذه البطاقات وحضور المباريات تجميع نقاط في كل مباراة، وتوفر هذه النقاط خصومات في الفنادق والمحلات التجارية وجوائز عينية، وقد احتاج المشروع إلى بوابات إلكترونية في الملاعب وشراء النظام الإلكتروني الخاص بالتذاكر تم توفيرها في ملاعب سبعة أندية هي التي تستضيف منافسات الموسم. والسؤال: هل فكرنا في مشاريع مماثلة لجمهورنا الرياضي، على الأقل مكافأة له لحضوره المكثف الدائم، رغم غياب الحوافز ومعاناته في الدخول والخروج ورقم المقعد المفقود وخدمات (صفر) نجوم التي تقدمها بوفيهات ملاعبنا ! ** صديقي النصراوي يردد بحسرة.. خمسات حتى في الوديات !