لقد أعلى الله سبحانه وتعالى مكانة أهل العلم بقوله (,,, يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات,,,) سورة المجادلة آية(11). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث المسلمين على طلب العلم، بل كان قدوة لأصحابه في ذلك، يعلمهم كل ما ينفعهم في دينهم وأخراهم، ويبين لهم سبل الهدى والرشاد وسار على سنته المسلمون من بعده، فحرصوا على العلم والتعليم، فاهتموا بطلب العلم، فكانوا دعاة إلى الخير والعلم ودعاة إلى تقدم البشر جميعا. والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز راعي العلم والعلماء ادام الله عزه وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الامين وبصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله التي بنت سياستها التعليمية على مبادئ الاسلام وضعت اسسا للتعليم تكفل لأبنائها الاخذ بكل انواع العلوم والمعارف واكتساب الخبرات والمهارات، وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة مع غرس العقيدة الاسلامية الصحيحة وتزويد المتعلمين بالقيم والتعاليم الاسلامية والمثل العليا. ومهمة التعليم هي مهمة الرسل التي بعثوا من اجلها وهي رسالة قبل ان تكون مهنة وظيفية وكلنا يعلم دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم) سورة البقرة آية (129)، وقال صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير , وقد أنزل الاسلام المعلمين منزلة سامية لا يكاد يبلغها صنف آخر في المجتمع وجعل للمعلم مكانة لم يجعلها لغيره وهذه المكانة العظيمة للمعلم تستلزم أمورا هامة منها الجد في العمل ومراقبة الذات، وتقديم صورة من الانضباط والاخلاص في العمل فالمعلمون يرعون نشأة المتعلمين وتنمية قدراتهم ومداركهم ويقومون بغرس العقيدة الصحيحة والقيم الصالحة والآداب الحسنة والسلوك المستقيم والعادات الحميدة ويتولون تزويد الابناء بالمعلومات والخبرات والمهارات، ودور المعلمين والمعلمات كبير في تثقيف العقول وتهذيب النفوس، وصقل المواهب، وتوجيه القدرات وتصحيح السلوكيات. إن مهمة التعليم مهمة ممتعة ولكنها مهمة صعبة ودقيقة في الوقت نفسه، لانها تحتاج إلى أناة الحكماء، وعطف الآباء وتواضع العلماء، وفهم الفقهاء، وحنان الامهات، وفطنة القضاة, ولهذا اهتمت الدول والمجتمعات بالمعلم وجعلت له يوما عالميا للتذكير به وبأهمية دوره وللتعبير عن التقدير له ولمهنته ولدفعه إلى مزيد من العطاء والاخلاص لبناء اجيال المستقبل. وانطلاقا من هذه الاهمية فإن التخطيط لإعداد المعلمين والمعلمات احتل مكانا بارزا في مشروعات تطوير التربية وإصلاح النظم التعليمية بعد ان تبين للمشتغلين بأمور التربية والتعليم ان اي جهود للاصلاح التربوي سرعان ما تذهب سدى إذا لم تشتمل على خطط لتطوير اداء المعلمين والمعلمات والعناية ببرامج إعدادهم وتدريبهم لرفع مستوى ادائهم ومساعدتهم على النمو مهنيا. ومجمل القول إن التربية الصالحة والإعداد الصالح للمعلم هما السبيل لاكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات المرغوبة والصفات الحميدة ولتأهيل نفسه لتحمل المسؤوليات والقيام بالواجبات المتوقعة او المنتظرة منه في حياته المهنية والعملية. وفقكن الله لكل خير، وبارك بجهودكن الطيبة في ظل الرعاية الكريمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني,. والحمد لله رب العالمين. د, علي بن مرشد المرشد