هذا نوع من مقالات السهل الممتنع، فسهولته تكمن بأن القراء هم الذين يكتبونه، فهو حينئذ استراحة للكاتبة، أما صعوبته فهي باختيار الردود المناسبة بعيداً عن الانتقاء أو إيثار بعض القراء على بعضهم أو اصطفاء آراء على أخرى. وحين تصلني بعض الردود الحادة أو الفظة أعود للمقال فأجد أنها لا تعدو عن رد على مقال غير نمطي، فأعذر القارئ الكريم، وأدعو له لمساهمته بتهيئتي لما قد أتلقاه في المستقبل! ولا شك بأن (من كتب فقد استكتب). أثار مقال (محطات الحياة) أشجان بعض القراء،فكتبت القارئة المهذبة سلوى آل الشيخ تقول: إن الحكمة والخبرات التي نكتسبها من معابر الحياة نحملها معنا إلى رحلتنا التي ستتوقف في المحطة الأخيرة وهي محطة الموت التي أشار لها أخي السيد فتحي رجب. وكان القارئ الكريم قد عاتب الكاتبة على تجاهلها تلك المحطة أو بوابة الرحيل النهائية، حيث تتلاقى هناك الأرواح. ويبدو أن السيد فتحي قد أكسبته الغربة فلسفة وحكمة! في مقال (البكيريةالمدينة الوادعة، وجريمة قتل!) احتج بعض القراء بأن المتخاصمين ليسوا من سكان المدينة الهادئة. وللتوضيح، فلم تكن المدينة هي المقصودة بحد ذاتها ولكن مناقشة أسباب حدوث جرائم القتل بين الشباب. أما البكيراوي الذي علق بِظرف على المقال وأنه لا يزال يحمل في قلبه شيئا على أهل الشمال في نفس المحافظة، فأقول له: لم تدع للمناطقية والقبلية شيئا ! يا رجل أعرض عن هذا، وانس التفرقة الجهاتية وامض في سبيل التنمية! شاركني د/ سعود المصيبيح مشاعري الوطنية في مقال (تمزيق الوحدة الوطنية،من المسؤول؟ ) وعرفت د.المصيبيح محبا لوطنه فوق العادة، ومنه تعلمتُ أبجديات المواطنة الحقة، وتحية له من الجزيرة المحبة له والمحب لها. ويرى القارئ الذي أصنفه بدرجة كاتب/ سليمان العواد بأن ظهور المحطات الفضائية على مسرح مفتوح قد سمح لها بالتجاوزات النصية وإشعال النعرات القبلية التي كانت متواجدة قبل التوحيد بسبب الجهل والفقر. ويخشى العواد من نفوذها أكثر من المبادئ الشرعية، حيث يقدم حق القبيلة على الشرع. في مقال (سيدة القاعدة،أم سجينة الشقاء!) علق القارئ الكريم أبو طارق بقوله:كيف تقولين استغلال المرأة لأن عاطفتها تحكمها؟ هذا ليس صحيحا، ومفهوم غريب، والأغرب أن يصدر من امرأة، ويمكن أن ينطبق ذلك عليك، لكن لا ينطبق على غيرك من النساء اللاتي يساوين ألف رجل من سنعهن ورجاحة رأيهن، ولا تستبعدي العاطفة، فلكل الناس عواطف. وأعتذر لأبي طارق بأنني بالواقع لا أساوي ألف رجل، بل قد لا أساوي رجلا واحدا يفوقني بشهامته ومروءته وأخلاقه واحترامه للمرأة. وأرجو الله أن يبقي لي عاطفتي الأنثوية نحو أسرتي لأحافظ عليها، وتجاه وطني فلا أدعم الإرهاب ولا أؤيد العنف. في مقال (هوشة مشايخ) يقول القارئ النبيه ساري:ليش ما تبينهم يتهاوشون؟! فهي وسيلتهم للظهور وكسب ودّ الفضائيات لتخصص لهم البرامج، فالدنيا أصبحت مصالح وبرستيج وساعات ومشالح ومناسبات اجتماعية. وأقول يا ساري ما شهدنا على ذلك، وجدير بالعلماء الترفع عن الخصومات. أما القارئ فيصل فيتمنى عليَّ الكتابة عن تجاوزات التيار الليبرالي وبالذات عن كاتبة قالت أحرقت نقابي وسأحرق عباءتي. والواقع يا أخي أنني لم أطلع على ما كتبتْ.والنقاب والعباءة وشاح المرأة المسلمة ورمز اعتزازها بدينها. في مقال (لماذا تسترجل الفتاة؟) ترى القارئة الحبيبة عواطف الكويت: أن أحد أسباب ذلك هو تقليد الفتيات بعضهن لبعض وللفت أنظار المجتمع لتثبت وجودها،وكذلك فقدانها حب وحنان أسرتها.والعلاج يبدأ من ثقة الفتاة نفسها ثم من الأسرة بالمتابعة وإشاعة الحب والود والتفاهم بين أفرادها. في مقال (رقصة القلطة أم قفزة الألم؟) دعا قارئ من اليمن السعيد لزيارة بلاده، وأجير الدعوة لقراء المنشود وأدعوهم لمشاركة سكانها رقصة القلطة، ولن يشعروا بألم القفزة، لكرم أهل اليمن وشهامتهم،والطبيعة الفاتنة. www.rogaia.net [email protected]