بريدة - بندر الرشودي - أحمد السالم - تصوير - سيد خالد أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة القصيم - أن مخاطر الحوادث المرورية بالمملكة تخطت حدود المعقول حيث باتت تعادل وفيات بعض الحروب إن لم تتجاوزها وهذا يجسد حجم المعاناة التي نعيشها بشوارعنا التي فقدنا فيها الكثير من أبناء هذا الوطن بفعل التهور وعدم التقيد بتعليمات المرور في قيادة السيارة.وقال سموه عقب تدشينه معرض المرحلة الثانية لحملة السلامة المرورية «سلامتي مسئوليتي» تحت عنوان «ما يفيد يا ليت»، وذلك في مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة: إن مثل هذه الحملات تعبر عن حضارة المواطنين وتؤسس الوعي لدى شبابنا وأبنائنا لاسيما أن مخاطر الحوادث المرورية بلغت أرقاماً فلكية عادلت وفيات الحروب, وذلك يدعونا لعدم الاستهانة بمثل هذه الحملات المرورية حيث يجب أن نعطيها القدر الكافي والكبير من الاهتمام وذلك لأننا نعيش نقصا كبيرا في الحملات التوعوية المرورية ولاشك بأن العقوبات على المخالفين شيء ضروري لردعهم لكن قبل أن نقوم بتنفيذ العقوبات على المخالفين يجب أن نزرع الوعي ونبث الثقافة المرورية لديهم وأن نسعى لتوعية سالكي الطريق لنساهم معاً في الحد من هذه الكوارث التي تغرق طرقنا بدماء أبنائنا.ونوه سموه في حديثه للوسائل الإعلام على دور رجال الصحافة، لافتاً إلى أن تفاعلهم مع مثل هذه الحملات يساهم بشكل كبير في نشر مضامينها بالمجتمع من خلال وسائل الإعلام التي ينتمون إليها, مؤكداً على أهمية دور الجميع في الإسهام بمعالجة هذه المعضلة من مسؤولين وأولياء أمور ومعلمين وغيرهم من شرائح المجتمع فهي مسؤولية اجتماعية ينبغي التصدي لها بكل الوسائل. ومضى سموه بقوله: يجب أن نستشعر جميعاً مقدار الألم الذي يحل على أسرة وذوي الموتى بسبب الحوادث فقد شعرت بذلك الألم حينما أذهب لتقديم واجب العزاء لأسر مكلومة فقدت عزيز لها في حادث مروري فهي آفة العصر، مشيداً سموه بتفاعل القطاعات الحكومية المشاركة بالحملة من أجهزة أمنية ودوائر حكومية عامة كان لمشاركتها دور كبير في إبراز رسالة الحملة السامية. وأشار سموه إلى أنه فخور بنجاح الحملة في مرحلتها الأولى والذي يجسده استفادت الإدارة العامة للمرور بالمملكة من مضامين هذه الحملة حيث أطلقوا حملة تحمل نفس التوجه تم حذف كلمة مسئوليتى وأصبحت سلامتي وذلك حسب ما ذكره لي مدير عام المرور بالمملكة.وتعليقاً على سؤال ل(الجزيرة) حول إقرار مقرر للتوعية المرورية في مناهج التربية أفاد سموه بأنه علم من المعنيين بأن هناك أفكاراً تدرس لطرح مثل هذه المناهج لتضاف في المناشط اللاصفية في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية. مهيباً سموه في الختام بأبنائه الذين امتهنوا ممارسة التفحيط بأن يبتعدوا عن هذه الممارسة لأن فيها خطرا على أرواحهم وأرواح غيرهم. وكان سموه قد قص شريط المعرض ثم قام بجولة داخله الذي تضمن مشاركة القطاعات الحكومية بالمنطقة بمجسمات وصور ورسومات وعروض مرئية تجسد حجم المعاناة التي نعيشها بالمملكة من جراء الحوادث المرورية كما استمع سموه لشرح مفصل من مدير مرور منطقة القصيم العميد عبدالعزيز الخلف عن إحصائيات الحوادث والخسائر البشرية والاقتصادية والوفيات جراء الحوادث المرورية نتيجة السرعة والتهور والتفحيط وتجاوز الإشارة الحمراء واستخدام الهاتف الجوال والإرهاق أثناء القيادة إلى جانب الوقوف المفاجئ بالطرق وعدم التقيد بالأنظمة المرورية ومقارنتها بالأعوام الماضية كما شاهد سموه صور للحوادث المرورية ولوحات إرشادية وتوعوية عن نظام المرور ومميزاته كما اطلع سموه على نظام ساهر وأهدافه وطرق تسديد المخالفات المرورية. كما زار سموه أجنحة القطاعات الأخرى والتقى بأبنائه الطلاب في جناح تعليم القصيم للبنين الذين عكسوا ألم هذه الحوادث من خلال رسوماتهم الجميلة تجاه هذه الآفة الخطيرة على المجتمع بشكل عام, كما شاهد مشاركات بناته الطالبات في جناح تعليم البنات واللاتي صورن المعاناة بإحساس الأسر المكلومة بفقدان قريب أو عزيز.