أختلف كثيرا مع من يقول إن النصر يمر بموقف صعب قبل لقاء غريمه التقليدي الهلال مساء الثلاثاء المقبل حتى وإن وصل الغياب إلى عدة لاعبين، ولا أتفق مع من يقول: إن مدرب النصر الارغواني جورج داسلفا سوف يجد صعوبة بالغة في سد النقص الحاصل، حتى وإن كان غياب كل لاعب يمثل ركيزة أساسية في خارطة الفريق. وأعتقد أنه متى ما تعامل الأرغواني مع الواقع وتصرف وفق المنطق والعقل وصحح من أخطاء وقع فيها كثيراً، وأعطى الهلال ما يستحقه من اهتمام وأدرك مناطق القوة والضعف لديه وعرف كيف يستغلها سيكون للنصر كلمة، وكلمة قوية في هذا اللقاء. وكما يقال النقص يولد قوة وسوف يكون البديل بالموعد ولا أرى مبرراً لهذا التخوف على المستوى الجماهيري لما يضمه الفريق من اللاعبين الشباب الذين ينتظرون الفرصة للمشاركة، ومتى فعل ذلك المدرب واعتمد عليهم في لقاء الذهاب سينطلقون إلى عالم النجومية وسماء الإبداع ويقدمون مباراة ماراثونية وسيقدمون أنفسهم بصورة تؤكد أن لقاءات الفريقين دائما وأبداً ما تخرج نجوما جدد للكرة السعودية، وكل ما يحتاجه هؤلاء هو الإعداد النفسي بشكل يوازي المهمة، ولن يشعر المتابع والمشجع النصراوي على وجه الخصوص بهذا النقص وستتبدد مخاوفه. وعندها سيثق أن المباريات التنافسية لا تخضع لأي مقاييس أو معايير فنية أو معينة، والإعداد النفسي لها من أهم النقاط التي يتم التركيز عليها وهو ما نجحت فيه إدارة الأمير فيصل بن تركي في الكثير من المواقف بعد أن مر الفريق بالعديد من المشاكل وقهر الظروف وتجاوز الصعاب، وكان آخر ذلك بعد أحداث زعبيل في الخليجية. وتبقى مهمة أخيرة ملقاة على عاتق قائد الفريق سعد الحارثي، وقلبه النابض، فمتى حضر (الذابح) مساء الثلاثاء بروحه وقتاليته وحماسه الكبير داخل الملعب ستحضر روح النصر ويحرج الهلال الباحث عن حسم بطاقة التأهل إلى نهائي أغلى البطولات من خلال هذا اللقاء. أما في حال عاد المدرب واستعان وأشرك من توقف عطاؤه عند حد معين، ومن لا يملك طموح المشاركة ورغبة الفوز والإصرار على النجاح، فقد تكون تاريخية ومهرجان أهداف للاعبي الهلال في مرمى الحارس الشاب عبد الله العنزي، ومن شأن ذلك أن يعيد النصر إلى نقطة الصفر إن لم يكن أبعد من ذلك بكثير. الزميلين أحمد وصالح تحدث الزميلان أحمد العلولا وصالح السليمان في مقالين لهما يوم الأربعاء الماضي عن إعلان نادي النصر مقاطعة المشاركة في البطولات الخليجية في كافة الألعاب, وأكد الزميلان أن النصر لم يشارك من قبل إلا على صعيد كرة القدم فقط وهذه حقيقة ولكن جاء إعلان الأمير فيصل بن تركي مؤخراً عن المقاطعة وهو يعني بذلك مستقبلاً في حال ترشح النصر للمشاركة الخليجية على مستوى أي من ألعاب النادي المختلفة حيث أكد أن لجانا وبطولات لا تحترم قوانينها وأنظمتها لن يشارك النصر فيها, وكما هو معروف أن سموه كان واضحاً جداً في أحاديثه الإعلامية منذ أن ترأس النصر حيث وعد بالعمل الجاد على بناء نصر جديد ومختلف بجميع ألعابه وإعلانه الأخير يؤكد أن نظرته مستقبلية ومشرقة ويملك طموحا كبيرا وأهدافا يأمل تحقيقها على أرض الواقع.. أخيرا أتمنى أن الصورة قد اتضحت للزميلين القديرين. تصويبات - أثبتت التجارب في هذا الموسم أن النصر كل ما تعرض إلى هزة، وكاد أن يفقد كل شيء عاد أكثر قوة وأبدع وأمتع في اللقاء الذي يليه مباشرة. والفريق تعرض أمام الأهلي إلى هزة في مستواه الفني وكاد أن يفقد التأهل، وسيكون الهلال ضحية إبداع وإمتاع العالمي. - أيضا، كلما تعرض النصر إلى هزة ازدادت جماهيره حبا وتعلقا فيه وزاد حضورها في المدرج وهي حالة تعبر عن عشق أزلي لهذا الفريق، فما أعظمه من جمهور وفي ومخلص. - سيكون لقاء الهلال المقبل جواز انضمام الحارس الشاب المتألق بصورة لافتة ومذهلة عبدالله العنزي للمنتخب السعودي الذي سيبدأ إعداده لبطولة كأس الخليج في اليمن خلال الفترة المقبلة. - يمتلك النصر العديد من اللاعبين الشباب المميزين وهم بحاجة للثقة وإتاحة الفرصة للمشاركة وهم مستقبل الفريق. باختصار: ليالي العيد تبان من عصاريها للتواصل [email protected]