بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- أمس غرة شهر ربيع الآخر 1431ه الموافق السابع عشر من شهر مارس الجاري حفل افتتاحه الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً في الجنادرية، حيث بدأ الاحتفال بسباق الهجن السنوي الكبير. وقد دعا -حفظه الله- لهذه المناسبة أخاه جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة الذي يعد من أشد المعجبين بالمهرجان وقد عبّر عنه -حفظه الله- بأن المهرجان يضطلع بالحفاظ على التراث العربي والسعودي الأصيل وعلى تنوع فعاليات المهرجان الثقافية والفكرية والفنية الذي يؤكد تميز الدور الحضاري للسعودية. كما أعرب عن تمنياته بالنجاح لهذا المهرجان الثقافي وحرصه على تلبيه دعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين. ومهرجان الجنادرية الوطني للثقافة والتراث الذي كانت انطلاقته الأولى عام 1405ه-1985م وموعده في فصل الربيع يهدف إلى التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حثّ عليها الدين الإسلامي الحنيف وللتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والاهتمام بإبراز جوانب الإبداع الأدبي والفني والموروث الشعبي وتشجيع اكتشاف التراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال والعمل على صقل قيم الموروث الشعبي وتشجيع دراسة التراث للاستفادة من الايجابيات الموجودة به كالصبر وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة. ولا شك أن كل مواطن يشعر بالفخر والاعتزاز بمسيرة هذا المهرجان الذي يمضي بتوفيق الله أولاً ثم برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني للشئون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان حيث تأتي هذه الرعاية من قيادتنا الحكيمة -أيدها الله- تأتي كعلامة بارزة للمكانة المهمة التي توليها للفكر والتراث في بلادنا، كما أنها دعم لمسيرة الثقافة والإبداع في المملكة العربية السعودية وفي المنطقة العربية والعالم، وينظر الجميع بإعجاب للجنادرية في يوبيلها الفضي حيث سينطلق منطاد يحمل صورة خادم الحرمين الشريفين وعلم المملكة العربية السعودية بعنوان منطاد ملك الإنسانية ليحلق عبر عدد من الدول الشقيقة والصديقة في رحلة تستغرق أكثر من عام ليشارك في الكثير من المناسبات والمحافل الدولية. هذه الخطوة الرائدة التي تعرّف شعوب العالم بما تعيشه المملكة تؤكد النجاحات المتتالية للمهرجان وإشارة واضحة إلى أن الرسالة الثقافية والاجتماعية للمهرجان مفتوحة على العالم حاملة في طياتها رسالة خادم الحرمين الشريفين العالمية بضرورة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين الشعوب وتضيف رافداً لعلاقات المملكة العربية السعودية الخارجية بإتاحة الفرصة للمشاركات الدولية الصديقة ضمن فعاليات المهرجان التي تتمثل هذا العام مشاركة الجمهورية الفرنسية الصديقة بصفتها ضيف شرف. وكشف صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله عن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تبني جائزتين عالميتين للباحثين والمهتمين بمجال التراث والثقافة على المستوى العالمي يكون اسمها.. «جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للتراث والثقافة» بحيث تكون الأولى: «جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للثقافة»، والثانية: «جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للتراث». وذكر سموه أنه سيتم تسليم هذه الجائزة في حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنوياً اعتباراً من العام القادم في الدورة (26) للمهرجان متاحة لمشاركة كل الباحثين من داخل المملكة وكل أنحاء العالم حيث سيخصص لكل منهما مليون ريال بالإضافة لشهادة براءة وميدالية باسم الجائزة، تأتي تأكيدا لقناعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بأن العلم والثقافة هما رأس الحربة التي تستخدمها الأمم لتشق طريقها إلى الأمام. كما أنها إضافة جوهرية إلى عشرات الجوائز الوطنية والعالمية في شتّى ميادين العلم والمعرفة والبحث العلمي التي يوليها -حفظه الله- عنايته الفائقة. وأنها دليل على وعيه رعاه الله منذ كان أميرا حيث أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتماماً خاصاً ومستمراً بهذه المناسبة الغنية المميزة التي زادت أصدقاء العرب في العالم ومناصري قضايا العرب والمسلمين حيث لا يستطيع المشارك العربي أو غير العربي في المهرجان إلا أن يعجب بالنقد الذاتي الذي يمارس لمسيرة الجنادرية بنوع من النزاهة ويذهل لكيفية اتصال المملكة كدولة ومجتمع بأصدقائها في العالمين الإسلامي والدولي عبر الجنادرية واتصل هؤلاء بالمملكة وقيادتها الحكيمة. ولا بد هنا من القول: إن احتفالات الجنادرية تجذب العديد من الزوار داخل وخارج وتعد المهرجان الوطنية للتراث والثقافة في الجنادرية كل عام مناسبة وطنية تمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية. ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل الموروث الوطني بشتّى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة والاتصال بالعالم وتأتي فكرة الجائزتين لتضيف بعدا مهماً في مشاركة الآخر وتفاعله الايجابي مما يعطي للمهرجان زخماً دولياً مضاعفاً.