أعلن الملك المفدى تحت قبة مجلس الشورى افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة للمجلس الموقر حيث ألقى - حفظه الله - كلمة موجزة عظيمة في مضامينها ومدلولاتها.. ولذلك فهي بحق من الشفافية والوضوح وبعد النظر وبما تنطوي عليه من أهداف خيرة ورؤى نيرة ما يجعلها ضمن أولويات ما يسترشد به على كافة الصعد على درب تحقيق التقدم في مختلف المجالات الحيوية لمصلحة الوطن والمواطن وما يجب أن يكون عليه من إدراك وتبصر ليسهم بدوره بكل إيجابية بعيداً عن كل ما يندرج في المفهوم السلبي حفاظاً على وحدة الكيان هذا الصرح الكبير الذي أسسه الراحل العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - هذا الوطن العزيز الشامخ الذي يكبر باستمرار على يد خلفاء الملك الإمام الذين حملوا الراية تباعاً وأبلوا بلاء حسناً فدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه - رحمهم الله - وجعل ذلك في ميزان حسناتهم وعلى نفس الدرب يمضي قدماً خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وبخطوات واثقة مستشرفين آفاق المستقبل بكل ثقة واقتدار ولعل خير مؤشر يبرز للقارئ الفطن لما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين في كلمته السامية المتعلقة بافتتاح أعمال مجلس الشورى وفي هذا السياق لابد من استعراض الخطوط العريضة لما تم التركيز عليه.. وأن جوهر ذلك: الوطن للجميع، ومعيارنا العطاء والإخلاص، وحدة الوطن تفرض علينا مسؤولية جماعية في الذود عنه، على الجميع اتقاء الله والتصدي للمسؤولية بوعي وإدراك، الحوار والوسطية والتعايش، ما تحقق من إنجازات لا يلبي طموحاتنا التي نسعى إليها، نواصل التنمية الاقتصادية بخطى ثابتة رغم الهزة العالمية، قادرون على تحقيق ما نسعى إليه، ترسيخ الأمن، دور المرأة، الإصلاحات الاقتصادية، النهج المعتدل، ميزانية الخير، التعليم العالي، رفاهية المواطن. أما بالنسبة للدول الشقيقة فيقول - وفقه الله -: نبذل الغالي والنفيس دفاعاً عن قضايا أمتنا وتوحيد الصف والهدف للخروج من ليل الفرقة إلى صبح الوفاق، وعلى المستوى العالمي فإننا جزء من هذا العالم وعضو في الأسرة الدولية تربطنا مع جميع الدول المعتدلة مصالح اقتصادية مشتركة وعلاقات تعاون في جميع الميادين، وتجمعنا بهم أهداف واحدة بإحلال الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب والفساد بكل صوره وأشكاله وترسيخ مبادئ التنمية والتقدم والرخاء والتطور الحضاري في كل المجالات.. وتقف مع قضايا الحق والعدل ودون التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.. كما أنها تشارك دول العالم في المساعي الرامية لإحلال السلام والأمن العالميين وهي تشارك بفاعلية في مجال الإغاثة الدولية، وفي مجال معالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية.. لكل هذا حظيت المملكة بمكانة رفيعة وأصبحت عضواً فاعلاً في جميع المحافل الدولية وما كان هذا ليحدث لولا توفيق الله أولاً ثم تضافر الجهود لما فيه خير الوطن والمواطن والإنسانية جمعاء.. هذا قليل من كثير مما رغبت أن أعرض له.. وختاماً لا أملك إلا الدعاء بمزيد من التوفيق والتفوق لسيدي الملك عبد الله وما ذلك على الله بعزيز.