يقول المبدع فيصل اليامي في قصيدته المغناة للهلال (يالزعيم) كل كأس ينصنع يعرف مساره.. وهو تصوير حقيقي لواقع الهلال مع البطولات والإنجازات والألقاب.. حيث أصبحت البطولات تنقاد للزعيم راضية مرضية.. وأصبح الهلال مثل التاجر الكبير الذي لا تزيده الأموال والغنى إلا ثروة وأرباحاً.. فكما يقولون القرش يجيب القرش، فكل بطولة هلالية تجلب الأخرى حتى وصل الرقم 50 طوال تاريخه المديد.. بطولات الهلال لم تتح لمن يريد أن يكتب مجالاً أو خياراً فكل ما يكتب مكرر ولا قيمة له.. فقد أحرق الهلاليون كل المعاني والألفاظ وهم يحرزون البطولة تلو الأخرى.. فماذا نقول وماذا نكتب؟! كل ما كتب أو سيكتب لن يوفي الهلال حقه ويكفي أن أقرب المنافسين يبتعد عن الزعيم بحوالي 20 بطولة وهي مرشحة للزيادة قريباً طالما ظل هذا الزعيم يلتهم البطولات التهاماً ويتلذذ في صعود المنصات وإسعاد جماهيره موسما بعد آخر.. لكن ما يبهج النفس أن الانجازات في النهاية هي لكرة الوطن وشباب الوطن ورياضة الوطن.. وبالتالي فكل بطولة قادمة ستسعد شرحة كبيرة من الجماهير بعضهم سيفتح عينيه على هذه البطولة وغيره سيجدها أمراً معتاداً ومكرراً قد لا تعني له الكثير.. ورغم أن ال50 بطولة تعد رقماً كبيراً ونسبة عالية لفريق واحد خصوصاً أنها من الحجم الثقيل والمعتبر إلا أنها تميزت بخصوصيتها وطعمها ونوعيتها.. فكل لقب له شكل ولون وفرحة ومناسبة ولذلك لم يترك الهلاليون لجماهيرهم مجالاً للملل أو السأم، فالمنافسون مختلفون ومتنوعون والألقاب مختلفة رغم أنها تتشابه في طريقتها ومسارها وعلاقتها بالزعيم. دوري أبطال آسيا لأول مرة ينطلق دوري أبطال آسيا بمشاركة الأندية السعودية وهي بعيدة عن الترشيح باستثناء الهلال.. فالأوضاع الفنية للاتحاد والشباب والأهلي لا تُشجع مطلقاً على الثقة بإمكانية تجاوزها دوري المجموعات نحو المراحل المتقدمة.. ففي مواسم ماضية كان الجميع يضع أنديتنا في مقدمة الفرق المرشحة للتأهل.. وكانت النتائج تأتي متفاوتة فلم يتميز سوى الاتحاد الذي وصل للنهائي الماضي بكل جدارة واستحقاق.. لكن البقية خرجوا تباعاً وفي بعض الأحيان أمام فرق لا تفوقهم كثيراً، واليوم ونحن نتابع ممثلينا آسيوياً نتمنى أن تكون المشاركة هذا الموسم أفضل وأقوى خصوصاً الفرق مثل الشباب والهلال بعد تجربة الموسم الماضي وما اكتسبه الفريقان من خبرة في المنافسات الآسيوية.. في حين سيكون الاتحاد حاضراً رغم ظروفه الصعبة بفضل قدرة الفريق على التعامل الجيد مع البطولة الآسيوية وخبرة لاعبيه فيها.. أما الأهلي فإن مشاركته هذا العام ستكون فرصة جيدة للفريق ليكتسب المزيد من الخبرة والتجربة لصقل لاعبيه وإعدادهم وهذا لا يعني عدم قدرته على المواصلة وإنما الأهم الاستفادة من مثل هذه المشاركة التي بالتأكيد ستضيف للاعبيه الكثير من نجحوا في الدخول بأجوائها ومنافساتها القوية ويبقى الهلال الأقوى هذا الموسم أمام اختبارات قوية كونها ستجري أمام الفرق الخليجية وخصوصا السد القطري والأهلي الإماراتي ولا ننسى الفريق الإيراني الغامض وهي مباريات تحتاج تعاملاً خاصاً على طريقة مباريات الكؤوس والبحث عن النتائج فقط.. فالتأهل يحتاج النقاط والنهائيات تحتاج المستوى والأداء لأن مباريات الأدوار المتقدمة هي للأقوياء فقط وعندها يستطيع أي فريق أن يظهر إمكانياته وقدراته.. أما المجموعات فهي صراعات صعبة ومزعجة تماماً كمباريات الكؤوس.. لذلك نتمنى أن يوفق ممثلونا في التعامل مع هذه المباريات بدءاً من مواجهات اليوم لحصد النقاط والاستمرار بعيداً في البطولة بإذن الله. لمسات بمناسبة البيان النصراوي الأخير.. يتساءل البعض لماذا صوت الهلال أقوى وأكثر تأثيراً رغم البيانات العديدة والصراخ النصراوي العالي في مثل هذه المناسبات.. والإجابة بسيطة جداً وهي أن صوت الحق دائماً أعلى وأقوى وأكثر تأثيراً.. والاحتجاج الهلالي عادة لا يظهر سوى عند الشدائد وعند الظلم البيّن.. أما بيانات النصر فعلى طريقة من يعمل من الفسيخ شربات على طريقة الإخوة المصريين (!!) فكثير من الأصوات النصراوية تتحدث عن واقع يخالف ما يراه الآخرون ولذلك تذهب البيانات هباءً! أسعار أجانب الهلال مقارنة بأدائهم وفائدتهم للفريق تعتبر زهيدة جداً بمقياس اللاعبين الدوليين.. وعلى سبيل المثال هناك لاعبين برازيليين شهيرين في الدوري الإماراتي هما سوبيس وريكاردو أوليفيرا الأول ب19 مليون دولار والثاني ب20 مليون دولار ولم يقدما ربع ما قدمه نجوم الهلال والأخير منهما (أوليفيرا) ألغي عقده مؤخراً لعدم فائدته!! استمرار الكوري الجنوبي لي يونج مع الهلال الموسم القادم مهم جداً.. أولاً لنجاحه الكبير وثانياً لتوفير الاستقرار المطلوب للفريق في المراحل النهائية لدوري أبطال آسيا متى تأهل لها الهلال.. وفي حال وجود لاعب محلي بديلاً عنه، فالأفضل أن يكون الاستغناء عن يونج في الفترة الثانية من الموسم القادم متى نجح البديل المحلي فعلياً! ذكاء وحنكة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد في التعامل مع العروض القادمة للمدرب القدير إيريك جيرتس وخصوصاً العرض الأخير من ساحل العاج ومنحه المدرب كامل الحرية في قبوله أو رفضه جعله يحرج كثيراً من هذا التعامل ويضطر لرفض العرض من تلقاء نفسه وبقناعة تامة مفضلاً التفرغ للهلال وهو يحقق النجاح تلو الآخر..! إهداء سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد للبطولة الأخيرة لسمو الأمير عبدالله بن مساعد هو أقل ما يمكن أن يقدم للأمير عبدالله.. فكثيرون لا يعرفون الدور المؤثر والكبير الذي قام به سموه لإعادة صياغة هلال المرحلة الحالية.. بدءاً من صفقة أسامة هوساوي وعيسى المحياني واختيار المدرب القدير جيرتس والرائع تياجو نيفيز والكثير من المواقف التي عكست قرب سموه من الإدارة ودعمه الكبير لها حتى تحقق هذا النجاح وهذا العمل الرائع على كافة الأصعدة.