أنقذ الله ثم شجاعة معلم بمدرسة في محافظة المجمعة من كانوا موجودين في حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس الماضي في محطة للوقود بالقرب من مخرج (15) بالمجمعة على الطريق السريع (الرياض - المجمعة - القصيم). فقد اندلعت النيران فجأة من فوهة خزان البنزين في سيارة صغيرة أثناء تزوّدها بالوقود، مما أثار الخوف والهلع في نفوس الموجودين بالموقع، خصوصاً مع ارتفاع ألسنة النيران لأكثر من متر مما أدى إلى انطلاق السيارات التي كانت واقفة في المحطة في كل صوب، فيما تسمر آخرون داخل السيارات مع أسرهم من هول المفاجأة، وكان البعض الآخر داخل البقالة الملحقة بالمحطة وأسرهم قابعة بالسيارات وقد استبد بهم الخوف والهلع وانطلقت صيحات الاستغاثة. وفي هذا الموقف الرهيب ما كان من المعلم خالد بن محمد الدليهان الذي كان واقفاً عند البنشر إلا النزول بسرعة والتوجه صوب ماكينة البنزين وإغلاق المكبس من صمام الأمان وسد فوهة خزان السيارة بغترته، وطلب بصوت عال من أحد الأشخاص، وهو ضاغط بيديه على فوهة الخزان بالغترة ومكبس البنزين في داخل خزان السيارة، إطفاء محرك السيارة الذي ما زال يعمل، وبعد محاولات تم إطفاء محرك السيارة وإبعادها عن مكائن البنزين، منقذاً بذلك الأرواح والممتلكات. وأوضح المعلم خالد الذي روى ل(الجزيرة) تفاصيل الحادثة أنه أقدم على إطفاء النار وهو يرى الناس يهربون خوفاً من انفجار خزان الوقود، لكن حرصه على الأرواح والممتلكات جعله يقدم على ما فعله، وقال إنه طلب بصوت عال من أحد الأشخاص مساعدته في إطفاء محرك السيارة، فحضر شخصان وطلب منهما فتح كبوت الماكينة وفصل البطارية وبالفعل قاما بذلك ولكن ما زال محرك السيارة يعمل رغم ذلك عندها طلب من أحدهما الدخول داخل السيارة وإطفاء المحرك وبعد تردد تمكن من إطفاء المحرك، وقال إنهم قاموا بعد ذلك بدفع السيارة بعيداً عن مكائن البنزين وكل هذه الأمور كانت تتم وهو لا يزال ضاغطاً بيده على فوهة خزان السيارة متحملاً حرارة النار الشديدة.