لا أملك إلا أن أرفع القبعة لأندية (الملاليم) من أندية المنطقة الوسطى الفيصلي، الفيحاء، الدرعية، سدوس، الحمادة، نجد، الشعلة، والباطن إدارات وأعضاء شرف وجماهير ولاعبين فبالرغم مما تعيشه من شح في الموارد المادية ونقص في الإمكانيات الأدواتية والعناصرية إلا أنها استطاعت أن تأخذ مكانها بين أندية الدرجة الثانية والأولى ومنها من وصل للممتاز وإذا ما استعرضنا نماذج من تلك الأندية على سبيل المثال أجد أن فريق الفيصلي من حرمة تلك المدينة الصغيرة الحالمة المتطلعة والمتشوقة لمستقبل أكثر حداثة وتطورية صعد إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة وقدم حينها مستويات ولا أروع فاقت ما قدمته أندية سبقته بسنوات في حين صعد فريق نجد إلى الدرجة الثانية برغم إمكانياته المتواضعة إلا من وقفات رجالاته وليست تجربة المجزل من تمير ببعيدة حين استطاع الصعود للدرجة الثانية خلال موسم فارط!! - صحيح أن بعض تلك الفرق لم تدم فرحتها بالصعود سوى موسم أو أكثر بقليل لكن الجميل في التجربة أنها أخذت منعطفاً آخر من الطموح والإصرار والجدية للعودة مجدداً، بل وبلوغ ما هو أكبر بعقلية رياضية أكثر انفتاحاً ونضجاً بعدما صقلتها تلك التجربة. - ومهما يكن تظل هذه التجارب وتلك الإنجازات صفحة مضيئة من صفحات تاريخ هذه الأندية تزينها أسماء القائمين عليها بالإضافة إلى أنها ثروة خبراتية متراكمة على كافة الصعد سيكون لها شان في قادم المشاركات. - حضور هذه الأندية حقيقة وإن كان على طريقة (حبة فوق وحبة تحت) أثارني حد الغيرة ( اللهم لا حسد) لدرجة أن أكثر من علامة استفهام انتصبت أمامي حول وضعية أندية (بلدياتي) في كل من شقراء والدوادمي -عشرة أندية- والتي مضى على تأسيس أغلبها أكثر من ربع قرن! ولا زالت (محلك راوح) تقبع في غياهب الدرجة الثالثة!! بالرغم من أن الإمكانيات أغلبها قريب من تلك بمعنى (الحال من بعضه) بل ربما -وأقول ربما- أن أندية مثل الوشم والدرع وكميت وعفيف قد تتفوق إلى حد ما على بعض تلك الأندية لا أستند في ذلك سوى على الخبرة والمتابعة. - من هنا تتقافز الأسئلة لتطرح نفسها: - لماذا لا يحقق الوشم مثلاً مثلما حقق الفيحاء؟! - وأين الدرع من تجارب الحمادة؟! - ولماذا لا يقتدي كميت بنجد؟! - وأين عفيف من محاكاة تجربة الباطن؟! وهكذا البقية الباقية! - وفي ظني -وبعض الظن ليس إثم- أنه لا أحد ينكر مساهمات هذه الأندية الاجتماعية وأنشطتها الثقافية وفعالياتها الترويحية ومناشطها التوعوية والخدمية ولا إنجازات ألعابها الفردية ووصول بعضها إلى مصاف أندية الممتاز وتشرفها بدعم منتخبات الوطن بعدد من مواهبها في تلك الألعاب لكن تظل كرة القدم باعتبارها صاحبة الشعبية الأولى الواجهة الحقيقية والحضارية لرياضة النادي -أي ناد- وحضورها بمثابة (ترمومتر) لقياس إنتاجية المؤسسة الرياضية وعلى هذا الأساس فواقع حال كرة القدم في هذه الأندية كلها على بعضها لا يسر على الرغم من أنها تقع في مدن لها حضورها الاقتصادي الجيد وجغرافيتها السكانية الممتدة مما يجعلها مهيأة لأن تكون في أفضل حال مما هي عليه الآن!!. - ويظل الأمر من وجهة نظر شخصية لا علاقة به في عدم إخلاص القائمين على هذه الأندية بل في محدودية تواجد الكفاءة والخبرة الرياضية ضمن طواقم أجهزتها الإدارية وبالتالي غياب ثقافة التخطيط ورفع سقف الطموح الذي ظل منذ تأسيسها وقف بالفوز على الجار!! بالإضافة إلى عدم الانفتاح على الآخر والاستفادة من تجاربه الأكثر تطورية وحداثة فكراً وممارسة. - وببساطة استطيع أن أقول: إن الأمر يتطلب عملاً جاداً وفكراً جديداً متجدداً يتوكأ العلمية ويستنير بتجارب الآخر وخبراته وإذا ما تحقق ذلك فسيأتي اليوم الذي نرى فيه أكثر من ناد من هذه الأندية وهو ينافس تلك بل ويحقق أكثر مما حققت وإلى أن يحين ذلك اليوم يظل السؤال قائماً: - أين أندية شقراء والدوادمي من أندية (الملاليم)؟!!.