إن المجتمع العربي,, والمجتمع الإسلامي ما كانا يعرفان عقوق الوالدين في الماضي، غير أننا عشنا إلى عصر,, أصبح فيه ممارسة هذا المسلك السيئ شيئا شبه مألوف. وربما مرد ذلك سوء التربية، ثم هذه الزواجات المعاصرة، أصبحت المرأة,, لا تطيق,, ولا تريد معايشة والدي الرجل, والرجل في بعض الأحيان، أو في الكثير منها,, لم يعد ذلك النط ذا الإرادة، الذي يرفض لامرأته أي توجه خاطئ,,! كان هو الرجل بالامس، أما الكثير من رجال اليوم، وخاصة الشبان، فإن طاعة زوجته مقدمة على طاعة أمه,! إن الأم,, التي حملت وليدها,, يوم كان جنيناً وهناً، ووضعته وهناً,, وحين كبر وشب الابن على الطوق، لم تعد تلك الأم، التي يرجى رضاها رمزا للطاعة، وأن عقوقها هلاك وأن من زرع حصد,, كما يقول المثل,! فالذي يمارسه الابن العاق مع والديه,, أو أحدهما، فإنه مردود إليه، حين يبلغ الكبر، ف كما تدين تدان يوما بيوم,! نحن نتألم حين نسمع أو نرى الآن الابن الغربي، والابنة الغربية، ينكر كل منهما أبويه، فلا يذكرهما، وأن أقصى ما يحن به على احدهما أو كليهما، أن يذكره بنوه في يوم ميلاده، أو عيد ميلاده كما يسمى هناك، أن يتلقى الوالد أو الوالدة, بطاقة بريدية، يقال فيها: كل سنة وأنت طيب، أو وأنت طيبة, وإذا سمع أحد البنوة أن والده أو والدته,, نقلت إلى المستشفى لتعالج من مرض، فيكفي، ولمرة واحدة,, زيارة يصاحبها باقة زهور,! والوالد هناك,, إذا أدركته الكبرة، فإن مآله الوحيد الملجأ ولا شيء سواه,! أما في بلاد الإسلام، فإن الأب أو الأم,, أو كليهما، إذا بلغ الكبر، فإنه في رعاية أبنائه,, ذكورا وإناثا، وخاصة الذكور، رعاية وكسب رضاهما، وإن المدركين لواجب الأبوة,, يشعران بسعادة، حينما يسديان إلى أبويهما الواجب الأتم والأكمل، لأنهما بذلك يردان بعض الديون,, إلى من كانا السبب في وجودهما بعد الله, لا سيما البنوة التي وعت شيئا من أمور الدين، وسمعا أو قرآ قوله عليه الصلاة والسلام: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه, قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما ثم لم يدخله الجنة أخرجه مسلم والترمذي، واللفظ لمسلم. ويكفي الابن المسلم والابنة المسلمة,, إدراك قول الحق: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا . لكن الحال اليوم,, في المجتمع المسلم قد انقلبت رأساً على عقب، لأن الموازين اختلت، وأصبحنا مثل الغرب بل وأسوأ منه,, في بعض المواقف, وإن ذلك لخسران مبين,! وإلى وقفة أخرى, إن شاء الله.