إنه الهلال يتوج بطلاً لأقوى دوري عربي.. وذلك قبل الختام بثلاث جولات...!! الموضوع عادي جداً.. وغير مستغرب أن يحدث هذا... إذ لو حدث العكس وأخفق الهلال لكان مثاراً لطرح ملايين الأسئلة وعلامات الاستفهام! الهلال.. تلك عاداته فريق (مدمن) للفوز بالبطولات... هناك إدمان محمود!... فلا تذهبوا بعيداً!! هلال الرياض الذي كتب عنه بيت شعر في مطلع الثمانينات الهجرية.. وهذا نصه: فاز الهلال وتطور على جميع النوادي! والذاكرة لا تسعفني على تكملة تلك القصيدة العصماء! الهلال زعيم النوادي متصدر الساحة بالألقاب والأكثر فوزاً بعدد البطولات بفارق كبير عن أقرب منافسيه... هو يمثل في علوه وارتفاعه وشموخه برج دبي الشهير الذي افتتح مؤخراً كأعلى برج في العالم (800م). تتسابق الأندية على مزاحمة الهلال.. وبين فترة وأخرى تعلن فرحتها بمناسبة بناء (برج) صغير.. لكنه الهلال وحده يسجل حضوره الراقي ويسارع في تشييد (أبراج) ناطحات السحاب! هذا هو الهلال في كل زمان ومكان... ولا عزاء لكل من يحمل في داخله نفساً مريضة كارهة للون الأزرق الذي يبعث عادة الارتياح والطمأنينة... دامت أفراحك يا هلال كما قال الذي بعث رسالة نصية: (عمر البحر ما شال هم السفينة.. وعمر الهلال ما خيب ظن عاشقينه... ودع التعصب وشجع الزعيم.. فما لها سوى هلالها). وسامحونا! شباب فيصل! حيث أدرك الشباب أن محاولة اللحاق بالأزرق المتصدر رغم اتساع الفارق النقطي... مجرد عبث لا فائدة مرجوة.. كأنه ذلك الإنسان الهائم بوجهه في صحراء قاحلة... وقد اشتد عليه العطش.. ويطارد السراب الذي يخيل له أنه الماء! عبثاً في حالة المنطق والواقع المكابرة... وإيحاء الذات بأنه بالإمكان صناعة المستحيل... وعرف الشباب النادي ممثلاً بفريقه الأول الكروي أن عصفوراً باليد خير من عشرة على الشجرة! وأن حصد أولى بطولات الموسم أفضل بمراحل من تشتيت الجهود.. والقتال على عدة جبهات!! تجلت حكمة الشباب في: قليل دائم خير من كثير منقطع. وقد تصبح بطولة فيصل بن فهد بوابة خير ومفتاحاً للفوز في مسابقات قادمة. وفق الشباب في امتثاله للأمر الواقع وعمل كمن يطبق مثل (مد رجولك قد لحافك)، وقد سنحت له فرصة الفوز أمام فريق مجهد عمل على إراحة أكثر نجومه وعدم إشراكهم في نهائي فيصل.. واستثمر تلك الفرصة المواتية التي قد لا تتكرر لاحقاً.. وتمكن بالتالي من الفوز باللقب بهدفين أو بالأصح بكرتين (هديتين) حملتا توقيع حارس الأزرق خالد شراحيلي.. وكما (فعلها) ذات مباراة (عصرية) حارس النصر عبدالله العنزي.. والفوز وارد جداً.. كما هي الخسارة تأتي جراء أخطاء جسيمة... أبرزها عادة (أبطالها) حراس المرمى. مبروك البطولة يا شباب! وسامحوناّ! كي لا يتكرر مشهد ملعب الحزم نزول اثنين من جمهور مباراة الهلال والحزم إلى ملعب الأخير في مشهد لم يكن هو الأول... ولن يصبح مسك الختام... إذ سبق تكرار الحدث أكثر من مرة! دخول الملعب من قبل مراهقين صغار السن دافعهم (التحدي) واستعدادهم لخوض هذا النوع من المغامرة... يبحثون عن الشهرة... فالمراهق إنما يستعرض عضلاته وإعلان موهبته وكفاءته في تحقيق ما يعجز الآخر عن تحقيقه! هو يخطط للقيام بتلك المغامرة ليلة المباراة أثناء تواجده في (استراحة) مع زملائه... ويؤكد أن (حلمه) سوف يحققه على أرض الميدان والواقع.. وبالتالي سوف يدخل التاريخ و(الجغرافيا) من أوسع الأبواب!! قلت من قبل إن أفضل طريقة للقضاء نهائياً على مثل تلك المغامرات يمكن أن تتم دون اتخاذ إجراءات وقائية.. فليست المسألة تتطلب (رفع الأسوار) أو تكثيف رجال الأمن كحاجز على المستطيل الأخضر لضبط أي مراهق متسلل! الحل سهل جداً... ألا تظهر صورة (مقتحم) الملعب واضحة المعالم حتى لا يتباهى ويفتخر بها عند معارفه.. والأفضل (طمس) الوجه وفي تلك الحالة لن يتكرر المشهد مرة أخرى!! وسامحونا! سامحونا بالتقسيط المريح! (شأوصف فيك.. شخلي منك) مطلع أغنية كويتية قديمة.. تذكرتها مع هدف عيسى المحياني (الخرافي) الأول في فريق الحزم.. هدف ضمان بطولة الدوري فوق مستوى الوصف! ليلة الفرحة الكبرى التي جرت أحداثها بمحافظة الرس بدت غير مكتملة لعدم تواجد (زعيم الزعيم) الرئيس الهلالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد. نواف العابد... وتأكيد الصدارة بهدف التعزيز بعد مشاركته بدقيقة واحدة.. لن تنساك جماهير الأزرق يا نواف! يا خسارة.. لو كانت هناك مدرجات بملعب الحزم تتسع ل20 ألف متفرج لتوجهت جماهير الزعيم بكثافة لمساندة فريقها والاحتفاء بالفوز باللقب الثاني عشر! غداً أمام الاتفاق سيكون جمهور الزعيم غير!! فوز نجران على الفتح ثم فوز الرائد المستحق على القادسية أشعلا حمى التنافس في إطار الابتعاد عن شبح الهبوط، والأيام القادمة ستدفع الأنظار لمتابعة (المؤخرة) بدلاً من (المقدمة)، والتي حسمها الهلال لصالحه قبل نهاية المسابقة بثلاث جولات! يا فتح... (مالكم ومال) الاحتجاجات... والتي تقبل شكلاً وترفض مضموناً! الهلال هو من يتوج بطولاته في كافة مدن ومناطق المملكة بطولها وعرضها.. والرس واحدة من (نقاط توزيع) تلك البطولات. ... وسامحونا! هدية مجانية! إذا أتعبتك آلام الدنيا فلا تحزن؛ فربما أن الله فرح بسماع صوتك.. وأنت تدعوه وتستغفره... وعليك ألا تنتظر السعادة حتى تبتسم... ولكن ابتسم (من فضلك)؛ حتى تكون سعيداً! ثم لماذا تدمن التفكير.. والله سبحانه هو ولي التدبير.. ولماذا القلق من المجهول... وأنت تعرف أن كل شيء عنده معلوم...؟ لذلك اطمئن.. فأنت - بإذن الله - في عين الحفيظ.. وقل بقلبك قبل لسانك: (فوضت أمري إلى الله). وسامحونا!