عبر السفير الكوري لدى المملكة جونج كي هونج عن عدم رضاه عن حجم الاستثمارات الكورية بالسعودية، وقال: إنها استثمارات غير مرضية حيث تبلغ 120 مليون دولار. وأوضح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالاشتراك مع الخبير الكوري الدكتور جون كيم جون كيونج أمس بالسفارة الكورية بالرياض أن إجمالي حجم التجارة البينية بين البلدين عام 2008 بلغ 2.38 مليار دولار منها 33 مليار دولار واردات كورية من السعودية و5.2 مليارات دولار واردات سعودية من كوريا، متوقعاً أن تلقي الأزمة العالمية بظلالها على التجارة بين البلدين في 2009 لتنخفض بنسبة تتراوح ما بين 15-20% وتوقع وصول حجمها العام الجاري إلى نفس معدلات عام 2008 بسبب انتعاش الاقتصاد العالمي. وذكر أن كوريا تقوم بتنفيذ مشروعات معمارية وصناعية بأكثر من 6.3 مليارات دولار بالسعودية متطلعاً إلى وصولها إلى 10 مليارات دولار في 2010 وألمح إلى أن هناك استثمارات قادمة إلى السعودية من بينها مؤسسة الكهرباء الكورية التي ستدخل في استثمارات بقطاع التوليد. وعرض السفير برنامج اقتسام المعرفة الكوري الذي تبنته وزارة الاستراتيجية الكورية الجنوبية التي قادت بلاده خلال نصف قرن وحققت منجزات وقفزات هائلة في المجالات كافة، خصوصاً الاقتصادية والاجتماعية؛ مما دعا إلى تبني البرنامج وبدء تطبيقه منذ عام 2004م مع الآخرين، مؤكداً أن المملكة كانت خامس دولة تستفيد من البرنامج الرامي إلى مساعدة اقتصاديات ناشئة للنهوض وتحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة. ورأى السفير جونج أن هناك مجالات واعدة للتعاون بين البلدين، خصوصاً في مجالات وقطاعات التشييد والبناء والصناعات المتوسطة والخفيفة، مؤكداً أن بلاده التي أصبحت تحتل المرتبة الثانية عشرة عالمياً في المجال الاقتصادي لديها الكثير لتقدمه للمملكة لكي تستفيد منه في عمليتها التنموية وخططها الصناعية الرامية إلى النهوض وتحقيق الإنجازات، خصوصاً أن كوريا أسهمت في إنشاء العديد من المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية والصناعات بالمملكة في وقت مبكر؛ مما أدى إلى تسريع معدلات النمو في بلاده. وقال: إن الحكومة الكورية تلقت العديد من الطلبات من جهات سعودية للاستفادة من برنامج اقتسام المعرفة، مشيراً إلى أنه يبدأ هذا العام مؤملاً أن يفتح آفاقاً أرحب وأسساً أفضل في المستقبل. من جهته أكد الخبير الكوري الدكتور جون كيم جون كيونج أن بلاده لديها الرغبة في تقديم خبراتها للسعودية في تنويع مصادر الدخل بحيث لا تعتمد فقط على النفط والبتروكيماويات، وقال: إن ذلك يتم من خلال إقامة صناعات استراتيجية بالمملكة مثل صناعة الحديد والصلب التي تعد الأساس للصناعات الأخرى، والإلكترونيات، والصناعات التي تقوم على التجميع مثلما حدث مع الصين وفيتنام والهند، إضافة إلى صناعة السفن، أما صناعة السيارات والمعدات الثقيلة فإنها تحتاج إلى بعض الوقت، حيث تعتمد على تقنية متقدمة وكوادر بشرية مدربة، مشيراً إلى أن لديه قائمة طويلة من المشاريع التي تتناسب مع البيئة السعودية، إضافة إلى تنمية الموارد البشرية، والتدريب المهني، والتنمية الزراعية. وأشاد ببرنامج خادم الحرمين الشريفين لابتعاث الشباب للدراسة بالدول المتقدمة ونقل الخبرات الحديثة، مشيراً إلى أنه سيعود بالفائدة على الاقتصاد السعودي بعد عودة هذه الكوادر إلى المملكة.وتحدث البرفيسور جون كيونج كيم من معهد كوريا للتنمية وقدم لمحة عامة عن نهوض بلاده وتحولها من بلد زراعي فقير لتصبح في فترة وجيزة من بين الدول الصناعية، مؤكداً أن التنمية في بلاده ركزت على نقل المواطنين من مزارعين بسطاء إلى صناع مهرة.