نوه سفير كوريا الجنوبية لدى المملكة جونج كي هونج بعمق العلاقات السعودية - الكورية في جميع المجالات، خصوصاً الاقتصادية، مشيراً إلى أن حجم الواردات السعودية لبلاده بلغت نحو 33 بليون دولار في 2008، خصوصاً في المنتجات النفطية والبتروكيماوية. ورأى السفير جونج كي هونج في كلمة له خلال لقاء صحافي عقده في مقر السفارة في الرياض أمس، أن هناك مجالات واعدة للتعاون بين بلاده والسعودية، خصوصاً في مجالات وقطاعات التشييد والبناء والصناعات المتوسطة والخفيفة، مؤكداً أن بلاده التي أصبحت تحتل المرتبة ال 12 عالمياً في المجال الاقتصادي لديها الكثير لتقدمه للمملكة كي تستفيد منه في عملياتها التنموية وخططها الصناعية الرامية للنهوض، وتحقيق انجازات جديدة خصوصاً أن كوريا أسهمت في وقت مبكر في إنشاء العديد من المشاريع المتعلقة بالبنى التحتية والصناعات بالمملكة وهو ما أسهم أيضاً في تسريع معدلات النمو في بلاده. وقال: «إن الحكومة الكورية تلقت العديد من الطلبات من جهات سعودية عديدة للاستفادة من برنامج (اقتسام المعرفة)، مشيراً إلى إن البرنامج سيبدأ هذا العام ومن المؤمل أن يفتح آفاقاً أرحب وأسساً أفضل في المستقبل وانه يقدر الاهتمام السعودي بالبرنامج الكوري وأنه على ثقة بأن حكومة المملكة ستجد فيه ما يناسب أهدافها التنموية. وعرض السفير هونج خلال اللقاء برنامج «اقتسام المعرفة الكوري» الذي تبنته وزارة الاستراتيجية الكورية الجنوبية (وسم)، وهي التي قادت بلاده خلال فترة لم تتجاوز نصف قرن من تحقيق منجزات وقفزات هائلة في المجالات كافة، خصوصاً الاقتصادية والاجتماعية، لافتاً إلى أن ذلك دعا إلى تبني برنامج لاقتسام المعرفة مع الآخرين بدأ تطبيقه عام 2004. وقدم السفير الكوري خلال اللقاء الصحافي البروفيسور كيم جون كيونج من معهد كوريا الجنوبية الذي يعد من أكبر المعاهد البحثية في بلاده والذي قدم للمملكة العربية في برنامج تدريبي لطلاب كلية اليمامة في الرياض سلط خلاله الضوء على التجربة التنموية الكورية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية كافة. وقال: «إن المملكة كانت خامس دولة تستفيد من هذا البرنامج الرامي إلى مساعدة اقتصادات الدول الأخرى للنهوض وتحقيق التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة في المجالات كافة». وحول حجم التبادل التجاري بين المملكة وكوريا الجنوبية أوضح السفير الكوري: «إن الصادرات الكورية للمملكة تجاوزت 5.2 بليون ريال فيما تجاوزت الواردات السعودية لبلاده 33 بليون دولار بسبب ارتفاع أسعار النفط في ذلك العام، متوقعاً تراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة تتراوح مابين 15 إلى 20 في المئة خلال العام الماضي بسبب الأزمة المالية العالمية والانكماش في الاقتصاد العالمي على رغم أنه لم تصدر بعد بيانات رسمية حتى الآن. وأكد السفير الكوري أن بالمملكة الكثير من الفرص الاستثمارية للشركات الكورية وأن حجم الاستثمارات الكورية من جانب الشركات السعودية تبلغ حالياً 120 مليون دولار، ومن الملاحظ وجود رغبة حقيقية في زيادة حجم تلك الاستثمارات والاستفادة لأقصى حد من الفرص المتاحة، مشيراً إلى انه تم إنشاء العديد من المصانع في الفترة الأخيرة في المملكة خصوصاً في صناعات المكيفات والبتروكيماويات.