بور أو برنس، باريس، تونس - رويترز، أ ف ب - تراجع البحث عن ناجين من زلزال هايتي المدمر مع بدء مغادرة فرق الإنقاذ الدولية، فيما لا تزال المساعدات على كثرتها، غير كافية لعشرات الآلاف من المشردين والمصابين. في غضون ذلك، أكد القادة الهايتيون في مقابلات مع وسائل إعلام فرنسية أن بلدهم «لا يخضع لوصاية» وأن الانتشار العسكري الأميركي بعد الزلزال المدمر الذي وقع في 12 كانون الثاني (يناير) الجاري تم بطلب منهم. ووصل إلى تونس أمس، جثمان الديبلوماسي الهادي العنابي الذي كان يتولى منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي، وتوفي العنابي في الزلزال. وتتطلع هايتي حالياً إلى العالم للحصول على قوتها الأساسي بعدما ضربها الزلزال بقوة سبع درجات على مقياس «ريختر» ودمر عاصمتها بور أو برنس، وأسفر عن مقتل ما يراوح بين 100 و200 ألف شخص. وعن توزيع المساعدات، قال جون أندروس نائب مدير المنظمة الصحية للأميركتين: «هل نحن راضون عن العمل الذي نقوم به؟ بالتأكيد لا. لكن هناك تقدماً يتحقق. تذكروا ما بدأنا به عندما هرع العالم لنجدة هايتي. لم تكن هناك طرق، مجرد أنقاض وجثث. لم تكن هناك اتصالات، فقط الموت واليأس». وتراجع العنف والنهب في هايتي في وقت أمنت القوات الأميركية توزيع المياه والطعام، واستمع الآلاف من المواطنين المشردين لنداء الحكومة بالسعي الى مأوى خارج بور أو برنس. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن البيت الأبيض «حريص للغاية» على العمل مع حكومة هايتي والأممالمتحدة. وأضاف لمحطة «أي بي سي نيوز»: «أود أن أؤكد أنه عندما تظهر أميركا قوتها في أنحاء العالم فإن ذلك لا يكون فقط عندما تخوض حرباً. يجب أن تصبح قادرة أيضاً على مساعدة من هم في حاجة شديدة. وفي النهاية سيعود هذا بالنفع علينا وعلى أمننا القومي على المدى البعيد». وأثنت الأممالمتحدة على جمهورية الدومنيكان التي أنشأت ممراً للمساعدات الإنسانية من عاصمتها سانتو دومينغو إلى بور أو برنس وأرسلت 150 من جنودها للانضمام إلى فرقة قوات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية من بيرو تتولى حماية المنطقة. ونقل جنود من مشاة البحرية الأميركية جرافات وحفارات وشاحنات من سفن حربية إلى شاطئ في قرية نيبلي غربي بور أو برنس. وسلمت قوات على الشاطئ حصص غذاء وأقامت ملاجئ موقتة للمشردين. وبدأت الأممالمتحدة إرسال ألفي جندي إضافي و1500 من قوات الشرطة للانضمام إلى بعثة حفظ السلام في هايتي وقوامها تسعة آلاف شخص. وسلمت قوات من أميركا وكندا وسريلانكا إمدادات في مطار مدينة جاكميل التاريخية الساحلية التي دمرها الزلزال. وفي جاكميل، قال حازم الزين من برنامج الأغذية العالمي إنه يعتقد أن 30 ألف شخص شردوا في جنوب هايتي. وغادر هايتي فريق للبحث والإنقاذ من فلوريدا، وترددت أنباء عن مغادرة فرق من بلجيكا ولوكسمبورغ وبريطانيا. وأعلن البيت الأبيض أن فرقاً أميركية ودولية أنقذت 122 شخصاً. وأنقذ مواطنون من هايتي كثيرين آخرين في الساعات والأيام التي أعقبت الزلزال. وتعمل شبكة المياه في المدينة في شكل جزئي لكن شاحنات الصهاريج بدأت في توصيل المياه إلى المخيمات الموقتة الأكبر حيث يبيع أشخاص الفحم لعائلات تستخدم أفراناً صغيرة للطهو. وتضاعفت أسعار الوقود واصطفت طوابير طويلة من السيارات والدراجات النارية وأناس يحملون أوعية بلاستيكية خارج المحطات. وقال سايمون شورنو الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بور أو برنس: «يقول لي كثيرون إن نقودهم نفدت أو أوشكت على النفاد». ونقل موقع صندوق النقد الدولي على شبكة الانترنت عن نيكولاس إيزاغوير مدير إدارة نصف الكرة الغربي بالصندوق قوله إن المصارف ستفتح أبوابها من جديد في هايتي قريباً وإن هيئات نقل الأموال بدأت التعامل مع تحويلات الذين يعيشون في الخارج. ويقتات كثيرون في هايتي على البسكويت عالي البروتين أو حصص غذاء جاف. وتمكنت منظمة «فود فور ذا بور» الخيرية من إعادة فتح مطابخ تابعة لها في بور أو برنس وقدمت وجبات من الرز والبقوليات والدجاج لآلاف الأشخاص.