حجبت تركيا أكثر من ستة مواقع إخبارية إسلامية هذا الأسبوع، ما دعا جماعة تزعم ولاءها لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لاتهام تركيا باضطهاد المسلمين وتحذيرها من انتقام لم تحدده. وسافر آلاف المقاتلين الأجانب عبر تركيا للانضمام إلى التنظيم في سورية والعراق خلال السنوات القليلة الماضية بعضهم بمساعدة شبكات تهريب تركية متعاطفة مع المتطرفين. وتتعرض الحكومة في أنقرة لضغوط من حلفائها في "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) لبذل مزيد من الجهد لكبح التدفق ومنع شبكات تنظيم "الدولة الإسلامية" من كسب موطئ قدم في تركيا. وقال مسؤول حكومي كبير إن القيود على مواقع الإنترنت وسلسلة من الاعتقالات التي جرت أخيراً "جزء مهم من جهود القضاء على شبكات الاستقطاب لصالح تنظيم الدولة الإسلامية". وردت عدة مواقع، تم حجبها داخل تركيا منذ مساء الأحد، باتهام تركيا باضطهاد المسلمين وقالت إن سلطة الاتصالات فرضت الحظر من دون توضيح السبب. وقال موقع "دار الخلافة دوت كوم"، الناطق بالتركية والذي يصف نفسه بأنه مكتب محلي لمؤسسة الحياة الجناح الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية، إن القرار أظهر "الضغوط المتزايدة" على المسلمين في تركيا ودعا السلطات إلى رفع الحظر. وقال في بيان إلكتروني إن "عليهم ألا ينسوا أنهم إذا استمروا في قمع حريات المسلمين الذين لم يأذوا أو يهاجموا تركيا بأي شكل وزادوا من ضغوطهم فإن المسلمين قد يثأرون". ولم يتطرق البيان لمزيد من التفاصيل. وكانت امرأة انتحارية فجرت نفسها في مركز للشرطة بمنطقة السلطان أحمد التاريخية في اسطنبول في كانون الثاني (يناير) الماضي وقتلت ضابط شرطة، زارت سورية وعلى صلات بتنظيم "الدولة الإسلامية" بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية تركية وديبلوماسيون آنذاك. ويقول منتقدون لتركيا إنها استغرقت وقتاً طويلاً لحجب مثل هذه المواقع الإلكترونية بعكس سرعتها في فرض حظر موقت على مواقع "يوتيوب" و"تويتر" في خضم فضيحة كسب غير مشروع العام الماضي، أو الإجراءات القانونية ضد من اتهموا بإهانة الرئيس رجب طيب أردوغان عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وحجب الدخول لمواقع إسلامية أخرى على الإنترنت في تركيا من بينها "تقوى هابر" و"توحيدي جنديم" و"مستقيم هابر" و"انفال ميديا". ولم يتسن الوصول إلى منظم الخدمة للتعليق على الأمر لكن المسؤول الحكومي قال إن التحرك كان جزءاً من "التزام تركيا بمكافحة الإرهاب". وقال المسؤول إن "مصطلح الإرهاب يشمل كل المنظمات على الأرض التي تهدد أمن تركيا الداخلي والاستقرار بالمنطقة".