عرض «صندوق الأممالمتحدة للسكان» في مصر، تجربة الشابة السورية هدى التي غادرت سورية مع توأمها شذى، بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة في بلادهما، بحسب تقرير صادر عن «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين». درست هدى (22 عاماً) علم التغذية في العاصمة السورية دمشق، وكانت بسبب تفوقها، مرشحة لتتابع دراساتها في المملكة المتحدة، قبل أن تغادر الى مصر، وهو قرار «لم يكن سهلاً» وفقاً للشابة. وتحدثت هدى عن تجربة اللجوء التي خاضتها قبل ثلاثة أعوام، وقالت: «اضطررت أنا وأختي الى مغادرة سورية، بعدما ازدادت الأوضاع الأمنية سوءاً. قُتل جيراننا وجرت الإساءة في معاملتهم»، وأضافت: «كنا معرضين للخطر». وأملت الشابتان بعدما توجهتا إلى الاسكندرية في مصر أن تعيدا بناء حياتهما، ووجدتا نفسيهما معرضتين للاستغلال وسط صعوبة ظروف الانتقال الى الحياة الجديدة. وقالت هدى، التي قبلت العمل في وظائف عدة مقابل أجر زهيد: «كان من المستحيل ان أكمل تعليمي، وكنت بحاجة ماسة للعمل لأتمكن من دفع نفقاتي والاستمرار في الحياة»، مضيفة: «كنت أعمل أكثر من 12 ساعة يومياً. أدركت أني اتعرض للاستغلال لأني لاجئة، لكن لم يكن لدي خيار». وتشكل النساء تقريباً نصف عدد اللاجئين السوريين في مصر والبالغ عددهم 250 ألفاً، بحسب تقديرات أعلنت عنها وزارة الخارجية المصرية. وأشار تقرير صادر عن «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» نُشر في حزيران (يونيو) الماضي، تزامناً مع الاحتفال ب«يوم اللاجئ العالمي»، أن تركيا استقبلت قرابة 1.7 مليون لاجئ، فيما استقبل لبنان نحو 1.1 مليون لاجئ سوري، وتوزع نحو 1.2 مليون سوري في مصر والأردن والعراق. وترددت هدى على مركز «آمن» للاجئات السوريات، وهو واحد من مراكز عدة تابعة ل«صندوق الأممالمتحدة للسكان» في مصر. يقدم الصندوق جلسات توعوية تتعلق بالصحة والتغذية كيفية الحصول على الخدمات الأساسية، بالاضافة الى كونه هذه المراكز أماكن للقاءات تجمع السيدات السوريات اللاجئات ليتمكن من مشاركة تجاربهن. وهناك التقت هدى بمجموعة من الشابات اللاجئات، وأطلقن مبادرة «سيريانا» الهادفة الى مساعدة اللاجئات السوريات على تطوير مهاراتهن، والتمكن من سد حاجاتهن اليومية. وقالت: «أردنا دعم المرأة السورية في مصر»، مضيفة أنه «يوجد عدد من السيدات السوريات اللواتي يتمتعن بالخبرات والمهارات التطويرية والإبداعية في حاجة الى الدعم والفرص». وتأمل هدى، التي تعمل الآن منسقة ميدانية ل«صندوق الأممالمتحدة للسكان»، أن يقدم المركز الآمن الجديد الذي ساهمت في انشائه في مدينة الاسكندرية، الدعم اللازم لمساعدة سيدات سوريات. وأشارت الى أنه ما زالت هناك «حاجة الى عدد أكبر من المراكز الآمنة القادرة على نشر التوعية، ودعم اللاجئات»، مؤكدة أن «اللاجئات في حاجة الى مساعدة ليتمكن من الاندماج اجتماعياً واقتصاديا في مجتمعاتهن الجديدة». والى جانب المراكز الآمنة التي يخصصها للاجئات السوريات، درّب الصندوق أكثر من 200 مقدم خدمات طبية لخدمة اللاجئين، مع اهتمام مركز في التعامل مع الحالات التي تعاني من العنف القائم على النوع. ويدعم الصندوق أيضاً 51 مركز صحة أولي يقدم الدعم الصحي للاجئين بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة. ومن جهة أخرى، أشار موقع «ريليف نيت» التابع للأمم المتحدة أن نحو 7.6 مليون سوري نزحوا داخلياً.