كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اشاد قائد قوات الحلف الاطلسي (ناتو) الاميرال الاميركي جيمس ستافريديس أمس، بروح القتال العالية لدى القوات الافغانية وفاعليتهم في مواجهة الهجمات الانتحارية التي شنتها حركة «طالبان» في العاصمة كابول اول من امس. وقال خلال زيارته افغانستان: «التنسيق الذي اظهرته مختلف القوى الامنية يكشف فاعليتها المتزايدة في حماية المواطنين الافغان»، مضيفاً: «الهجوم الذي استهدف بصورة رئيسية مركزاً تجارياً وفندق سيرينا تصدى له الافغان انفسهم، فيما اكتفت القوات الدولية بتقديم دعم لها». ووصف الهجوم بأنه «جنوني وقع ضحيته مدنيون ابرياء»، علماً ان الامين العام للحلف الاطلسي اندريس فوغ راسموسن ندد في بيان بالهجمات، وقال: «احيي قوات الامن الافغانية على دورها في اعادة الامن الى المدينة»، معتبراً ان «مرتكبي هذه الاعمال برهنوا بوضوح عبر خيارات اهدافهم سعيهم الى نسف التقدم الذي حققه الافغان في توفير مستوى حياة ومستقبل افضل، واستخفافهم الكامل بحياة مواطنيهم الافغان». وغداة العملية التي اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص بينهم طفل وسبعة انتحاريين، صرح رئيس جهاز الاستخبارات امرالله صالح بأن «العدو لا يملك القدرة على مقاتلة قواتنا الامنية وجهاً لوجه»، مبدياً اعتقاده أن «اعمال الارهابيين ظاهرة سنواجهها لوقت طويل». ورأى المحلل هارون مير أن العمليات «يمكن ان تتكرر، لكنني اعتقد أن قوات الأمن تحسنت وتمكنت في الماضي من منع هذا النوع من الهجمات». واعتبر أن ادارة الأزمة من جانب الجيش والشرطة تشكل «اشارة على قدرة القوات الافغانية على تحمل مسؤولية الأمن في كابول، لكنها تبقى مدينة كبيرة تضم اكثر من خمسة ملايين شخص، غالبيتهم فقراء. ويستطيع عناصر طالبان وتنظيم القاعدة الإفادة من هذا الواقع للتسلل بينهم». وخلال زيارته لنيودلهي، ابدى وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس تفاؤلاً حذراً في شأن نتائج العمليات العسكرية لقوات بلاده في ولاية هلمند (جنوب)، حيث يحاول آلاف من قوات مشاة البحرية (المارينز) هزيمة مقاتلي «طالبان» وطردهم من مدنها وقراها. وقال: «فرح كثيرون لظهور مؤشرات لنجاح مبكر حققته المارينز في هلمند، لكن لا يمكن الذهاب بعيداً في الحديث عن النجاح»، علماً ان نشر قوات المارينز في هلمند اندرج ضمن تعزيزات الاستراتيجية الاميركية الجديدة والتي تلحظ ارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان. وأكد غيتس ان استقدام القوات الجديدة سيتواصل استناداً الى الجدول المحدد، حيث ستتمركز نسبة 92 في المئة من القوات الاضافية في اماكنها قبل نهاية آب (اغسطس) المقبل. وفي لندن، أكد قائد الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز ان القوات الافغانية استجابت بطريقة محترفة، سواء على المستوى القيادة او على المستوى التكتيكي، للهجمات ونجحت في حصار المسلحين، «ما يدحض تشكيك منتقدين في قدرتها على صد هجمات مماثلة»، علماً ان تساؤلات أثيرت حول كيفية نجاح مقاتلي «طالبان» في اختراق الطوق الأمني المشدد والوصول الى قلب العاصمة كابول التي وضعت في حال تأهب قصوى. وكشف قائد الجيش البريطاني ان مقاتلي «طالبان» تلقوا تعليمات بمهاجمة أكبر عدد ممكن من الأماكن، «لخلق انطباع بوجودهم في كل مكان». وأضاف: «امر قادة طالبان مقاتليهم بمهاجمة أكبر عدد من الأماكن المختلفة. وليس مهماً أن ينجحوا أو يخفقوا من أجل تعزيز الانطباع بأنهم في كل مكان». على صعيد آخر، طالب الجنرال ريتشاردز بأن تتكيف بريطانيا مع أشكال الحرب الجديدة وتقلص الموازنة عبر إعطاء اولوية للقوات على الأرض، وخفض الإنفاق على أنظمة التسلح الباهظة التكلفة. ويواجه الجيش البريطاني مأزقاً في توفير متطلبات تجهيز قواته البالغ قوامها 9500 فرد في أفغانستان والإنفاق على مشاريع دفاعية تقدر ببلايين الدولارات، في وقت من المقرر تقليص الإنفاق العام للحد من العجز المتزايد في الموازنة. وانتقد ريتشاردز ضمناً حكومة حزب العمال، قائلا إنه «يفضل إجراء مراجعة منتظمة للوضع الدفاعي كل خمس أو ثماني سنوات، وليس كل 12 سنة». وأفاد مركز بحوث الاسبوع الماضي بأن موازنة القوات المسلحة البريطانية قد تشهد تقلصاً بمقدار الخمس خلال السنوات الست المقبلة.