توصلت طالبات من كلية الطب في جامعة الملك فيصل، إلى نتائج تشخيصية لواقع مرض نادر عالمياً، على مستوى المنطقة الشرقية، وهو «الاسترواح الهوائي التلقائي»، وأشرن إلى أن نسبة الإصابة بالمرض في المنطقة «عالية» مقارنة مع نسب انتشاره عالمياً، وذلك عبر تجربة بحثية نفذنها في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر. وأوضحت الطالبة دانيا الدوسري (السنة الخامسة) أن التجربة العلمية تم تنفيذها على العديد من المرضى، الذين يعانون من أعراض ضيق في التنفس وألم في الصدر، واكتشفنا أن 60 مريضاً يعانون من هذا المرض، وجمعيهم ذكور، باستثناء سيدة واحدة، وأعمارهم تتراوح بين 17 و25 عاماً، علماً بأن نسبة الإصابة في العالم هي ثمانية أشخاص من بين كل مئة ألف. ولم تستبعد الدوسري «ارتفاع أعداد المصابين، إذا أجريت دراسة تشمل عينات أخرى من مناطق عدة في المملكة، لأننا توصلنا إلى هذا العدد من خلال مراجعي مستشفى واحد، ما يؤكد ضرورة إجراء بحث ودراسة علمية موثقة للتوصل إلى نتائج أدق». وأكدت أن نتائج الدراسة «ستساعد في تفادي أسبابه، التي أبرزها ارتفاع نسبة التدخين في المملكة، والملوثات الهوائية والأضرار البيئية، إذ لاحظنا أن ثمانية في المئة من المرضى يعملون في مصانع، أو يقطنون بجانب مصانع بتروكيماوية، ومحطات بنزين، وهذه أحد أسباب الإصابة بالمرض». وحول أساليب العلاج التي رصدها البحث، الذي شاركت فيه أيضاً كل من: عزة الزهراني، وأماني الدريوش، ولولوة التركي، ونورة المسلم، ومنال المطوع، أوضحت انه يتطلب «صورة أشعة، للتأكد من وجود كمية الهواء بين طبقتي الغلاف الرئوي (بين الرئة وجدار القفص الصدري)، ويتم سحبه في أنبوب، وفي حال استمرار وجود الكمية، يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً، إذ تم إجراء عمليات لعدد من المصابين، ونسبة عودة المرض ضئيلة جداً». وأكد البحث، الذي عرضته الطالبات في «يوم البحث العلمي الثاني لطلبة كليات الطب في المملكة»، في جامعة «الملك عبد العزيز» في جدة، ضرورة «إجراء دراسة ميدانية علمية، للكشف عن الأسباب الحقيقية للمرض». ويعد هذا البحث أول عمل يُقدم من طالبات الطب في جامعة الملك فيصل، في «يوم البحث العلمي»، الذي أشرف عليه استشاري جراحة القلب والصدر في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتور ياسر الغنيمي، والدكتور محمد الطحان وياسر الجهني. يُشار إلى أن مرض «الاسترواح الهوائي التلقائي»، يصيب الأشخاص طويلي القامة ونحيفي الجسم. وتتطور أعراض في شكل مفاجئ، من ضيق في التنفس إلى الإحساس بالذبحة الصدرية. وتنتج الأعراض بسبب الضغط على الرئة المصابة من جانب الهواء المتراكم في الأغشية الرئوية، إذ يتم إدخال أنبوب مع التخدير الموضعي لموقع الإصابة، في شكل عمودي، لتخليص الرئة من الضغط، بدلاً من حدوث انكماش في الرئة، وهبوط في التنفس، ويتخوف الأطباء في معالجة هذا المرض من حدوث أخطاء طبية أثناء إدخال الأنبوب، إلى مكان الإصابة، وتجمع الفراغ البلوري.