في الحملة الانتخابية الأطول والأكثر استثنائية في التاريخ الأميركي الحديث، طبعت «وعود التغيير والأمل» لهجة الرئيس باراك أوباما وخطاباته «بتغيير العالم» وتنفيذ أجندة طموحة على المستوى الداخلي والخارجي. وعلى مدى عام رصد موقع «بوليتي فاكت» الالكتروني والحائز على جائزة بوليتزر، خطوات أوباما ومصير الوعود التي قطعها في الحملة، بين ما نفذ (91)، وما في طريقه للتنفيذ (275)، وما عطل (87) وما نكث (14). وفي السياسة الخارجية، يشير الموقع الصادر عن صحيفة «سان بيترسبرغ تايمز» في فلوريدا أن أوباما نفذ ما يقارب العشرين وعداً من بين ما يزيد عن الثمانين كان قطعها خلال الحملة. وأبرز الوعود الموفاة، هي إعطاء الأوامر للجيش الأميركي بإنهاء الحرب في العراق، والتأكيد أن واشنطن لا تريد قواعد عسكرية هناك ووضع جدول زمني للانسحاب. وعلى الجبهة العسكرية أيضاً، نفذ أوباما وعده بإرسال كتيبتين الى أفغانستان، وتقوية التبادل العسكري مع بقية البلدان، وجعل المساعدات العسكرية مشروطة لباكستان وطبقاً لجهودها في محاربة الارهاب. كما يسجل الموقع لأوباما تنفيذه وعده بإلقاء خطاب من منتدى اسلامي في الأيام المئة الأولى، وبتحسين العلاقة مع تركيا وعلاقة أنقره مع الأكراد في العراق. كما نفذ الرئيس الأميركي وعده بالتواصل مع أميركا اللاتينية، وتحديداً كوبا، من خلال إعطاء الأميركيين الحق غير المشروط بزيارة عائلاتهم وإرسال المساعدات المادية لكوبا، كما أطلق الشراكة في مجال الطاقة مع الأميركيتين. ولناحية الوعود التي هي قيد التنفيذ في الساحة الخارجية، يتصدر الجدول بدء الانسحاب من العراق، والدفع بجهد ديبلوماسي بين العراق وجيرانه، ومنح 30 بليون دولار لإسرائيل في السنوات العشر المقبلة. كما يشمل جهود الادارة للعمل مع روسيا للتخلص من الرؤوس النووية، صرف خمسة بلايين دولار لتعزيز التعاون الاستخباري مع بقية الدول، الى جانب مضاعفة موازنة المساعدات الخارجية لتصل الى 50 بليون مع حلول 2012. يضع الموقع أهداف منع التعذيب واقفال السجون السرية ومعتقل غوانتانامو ضمن البنود التي تعمل الادارة لإتمامها في المرحلة المقبلة. كما يصنف الموقع الجهود لعقد مؤتمر لمكافحة الانتشار النووي في 2010، والعمل على إقناع الاتحاد الأوروبي بقطع القروض عن إيران ضمن الوعود التي بدأ العمل على تطبيقها. أما تلك التي جرى تعطيلها خلال العام، فهي الوعد بإنشاء لجنة دولية لمساعدة اللاجئين العراقيين، وفتح «دور أميركية» في بلدان إسلامية لتحسين مستوى التواصل بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي. والوعد الوحيد في السياسة الخارجية الذي نكث به الرئيس أوباما، هو لجهة التراجع عن موقفه في الحملة، ورفضه اعتبار أعمال العنف التركية ضد الأرمن «مجزرة جماعية».