توقعت «وكالة الطاقة الدولية» أمس، تعرّض أسعار النفط إلى مزيدٍ من الضغوط نتيجة تراجع الطلب العالمي وتنامي تخمة معروض الخام، في حين أن عملية استعادة توازن الأسواق قد تستمر حتى العام المقبل. وأشارت الوكالة إلى أنها تتوقع تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط العام المقبل إلى 1.2 مليون برميل يومياً من 1.4 مليون هذه السنة، ما يقل كثيراً عن المستوى المطلوب لموازنة إمدادات المعروض المتنامية من «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) وخارجها. وجاء في التقرير الشهري للوكالة «ربما لم تصل السوق إلى أدنى مستوياتها بعد (...) عملية استعادة التوازن التي انطلقت حين بدأت أسواق النفط موجة الهبوط الأولى للأسعار بنسبة 60 في المئة قبل سنة، لم تبلغ منتهاها حتى الآن. وتشير التطورات في الآونة الأخيرة إلى أن التقدم سيستمر حتى عام 2016 (...) شهدت سوق النفط تخمة كبيرة في المعروض في الربع الثاني من السنة وما زالت تشهدها حتى اليوم، ومن الواضح أيضاً أن استمرار قدرة السوق على استيعاب وفرة المعروض أمر مستبعد، فقد صارت مساحات التخزين البرية محدودة، وكذلك الحال لأسطول الناقلات». غير أن هبوط الأسعار إلى ما بين 50 و60 دولاراً للبرميل في الشهور الأخيرة، من 115 دولاراً قبل سنة لم يؤثر بعد في إمدادات أميركا الشمالية. وأضاف التقرير: «الوفر في التكاليف والمكاسب المحققة من تحسين الكفاءة وتحوط المنتجين، كلها عوامل سحمت لمنتجي النفط المحكم الخفيف بتحدي التوقعات حتى الآن لكن النمو توقف في أيار (مايو)، ويُرجّح أن يظل مستقراً حتى منتصف 2016». وأشارت الوكالة إلى أن الإمدادات الأميركية زادت مليون برميل يومياً في الأشهر الخمسة الأولى من السنة انخفاضاً من 1.8 مليون في 2014. وتابع: «سيستمر إجمالي المعروض الأميركي في النمو حتى عام 2016 ولكن بوتيرة أبطأ كثيراً عما كان عليه في 2014 وبفضل سوائل الغاز الطبيعي والاحتياطات الجديدة في المياه العميقة وليس إمدادات الخام من الحقول البرية». وشدد على أن إجمالي المعروض من خارج «أوبك» يتجه إلى التباطؤ على ما يبدو لينمو بواقع مليون برميل يومياً هذه السنة ويبقى مستقراً في 2016 بعد ارتفاعه 2.4 مليون برميل يومياً في 2014. ومن بين المؤشرات السلبية الأخرى، ذكّرت «وكالة الطاقة» بأن نمو الطلب العالمي على النفط بلغ ذروته على ما يبدو في الربع الأول من العام الحالي عند 1.8 مليون برميل يومياً، وسيواصل تراجعه حتى آخر السنة ولفترة في العام المقبل. ويعني ذلك أن الطلب على نفط «أوبك» سيبلغ 30.3 مليون برميل يومياً في العام المقبل بارتفاع مليون برميل يومياً عنه هذه السنة لكنه لا يزال يقل 1.4 مليون برميل يومياً عن مستوى الإنتاج الحالي للمنظمة». وزاد التقرير: «لا تشهد المنظمة تباطؤاً (...) بل على العكس يضخ منتجوها الرئيسيون في الشرق الأوسط بمعدلات قياسية ويستمر تحسن آفاق نمو الطاقة الإنتاجية العراقية». وأشار الى ان إنتاج «أوبك» من النفط ارتفع 340 ألف برميل يومياً في حزيران (يونيو) ليبلغ 31.7 مليون برميل يومياً مسجلاً أعلى مستوياته في ثلاث سنوات، وعزا ذلك في الأساس إلى الإنتاج القياسي في العراق والسعودية والإمارات. وفي الأسواق، ارتفعت أسعار النفط وسط آمال بحل أزمة ديون اليونان وتعافي الأسهم الصينية، لكن تراجع مبيعات السيارات في الصين أثر سلباً في سوق الخام. وزاد سعر الخام الأميركي في عقود أقرب استحقاق نحو 90 سنتاً إلى 53.68 دولار للبرميل، لكن الأسعار تظل منخفضة نحو 6 في المئة منذ مطلع الأسبوع. وارتفع سعر خام «برنت» لأقرب استحقاق نحو دولار مسجلاً 59.56 دولار للبرميل لكنه ما زال يقل أكثر من واحد في المئة عن مستواه في نهاية الأسبوع الماضي. إلى ذلك، أفادت مصادر بأن السعودية ستورد كامل كميات النفط الخام المتعاقد عليها لإثنين على الأقل من المشترين الآسيويين في آب (أغسطس)، من دون تغيير عن تموز (يوليو). وأشارت أخرى إلى أن الكويت حددت سعر البيع الرسمي لإمداداتها من النفط الخام إلى المشترين الآسيويين في آب عند مستوى يقل 1.80 دولار للبرميل عن متوسط خامي عمان ودبي، بانخفاض 30 سنتاً عن الشهر الماضي.