قد يسبب تدخين السجائر اضطرابات نفسية خطرة، منها الفصام، كما أظهرت دراسة نشرتها أمس مجلة «لانسيت سايكايتري». وسبق لدراسات أن أقامت رابطاً إحصائياً بين التبغ وأنواع مختلفة من الذهان خصوصاً فصام الشخصية، كما قال الباحثون الأوروبيون الذين أجروا الدراسة. وتبين في الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية خطرة يميلون كثيراً إلى التدخين، مع نسبة مدخنين في صفوف مرضى الذهان أكبر بثلاث مرات من تلك المسجلة في صفوف الآخرين. لكنّ الباحثين قالوا إن أسباب ارتفاع نسبة المدخنين في صفوف مرضى الذهان لا تزال غامضة. فلم يكن واضحاً إن كان المرض النفسي أو أن العلاجات التي تؤخذ لمكافحته تدفع المرضى إلى التدخين. وعرضت نظريات في هذا الشأن منها واحدة أشارت إلى أن السيجارة تسمح بتعويض تأثير الأدوية على ضبط الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بآلية الشعور بالرضى. إلا أن قلة من الباحثين عالجت من قبل فكرة أن التدخين «قد يزيد خطر الإصابة بهذه الاضطرابات». وحاولت هذه الدراسة الغوص في هذه الفرضية لمعرفة ما إذا كان الذهان يصيب المدخنين أبكر من غيرهم. وقال بيدرو غورييو من مستشفى توريبييخا في شرق إسبانيا وسمير جوهر من كينغز كولدج في لندن، أن «الاستهلاك اليومي للسجائر مرتبط بخطر أكبر للإصابة بذهان وبظهور اضطرابات نفسية مبكرة». وقال جيمس ماكابي من كينغز كولدج أيضاً: «مع أنه من الصعب تحديد علاقة سببية، تُظهر نتائجنا أن التدخين يجب أن يعتبر عاملَ خطر محتملاً في الإصابة بالذهان وألا يعتبر فقط نتيجة هذا المرض». وأضاف روبن موراي المشارك في الدراسة: «يحتمل أن يؤدي التعرض كثيراً للنيكوتين الذي يزيد إفراز الدوبامين إلى تطور الذهان»، إذ إن فائضاً من الدوبامين في الجسم هو من الفرضيات التي تطرح لتفسير فصام الشخصية.