نتفق جميعاً أو على الأقل الغالبية العظمى على أن هناك أخطاء تحكيمية «فادحة» تصاحب أداء الحكم السعودي، وعلى بعد مسافة قريبة وقع الحكم الأجنبي في أخطاء غيّرت من مجرى بعض المباريات وربما نتيجتها، وكنت من وقت قصير أعتقد أن أي خطأ تقديري من الحكم يجب أن يقال عنه «هفوة»، لأنني أرى فيه قراراً تقديرياً في جزء من الثانية يحتمل الصواب والخطأ، ولكن مع تكرار هذه الهفوات لم أجد العذر المناسب كي استمر في التمسك بكلمة «هفوة» التي كنا نرى فيها أفضل العبارات المقبولة والمحببة لدى الحكام ولمن يقف على تقويمهم ومساندتهم، فوجود هذه الأخطاء التحكيمية ضمن المنافسات الرياضية يقال إنه جزء من اللعبة، ويقال الحكم الجيد هو الأقل أخطاءً، وكل هذا الحديث مقبول لدينا متى ما كنا بعيدين عن أخطاء الحكام وبعيدين عن الأجواء الساخنة وسط ميادين المنافسة، فأخطاء الحكام أجحفت بحق فرق بذلت جهداً كبيراً في إعداد فرقها وصرفت ملايين الريالات كي تجد نفسها فوق منصات التتويج، وفي لمحة بصر ومع خطأ تقديري للحكم تجد نفسها خارج المنافسة تصوروا! وإذا كان رئيس اللجنة الرئيسية للحكام عبدالله الناصر قد اعترف بوجود أخطاء للحكام في بعض المباريات وأنا أعتبرها جرأة محسوبة له لا عليه، لأنه على الأقل حاول وجاهد في التصدي والدفاع عنهم، إلا أن تزايد هذه الأخطاء لم يسعفه للمواصلة وأجبر على الاعتراف، وهذا يدفعني لسؤال بعض المسؤولين في النادي ومطالبتهم للناصر بأن يعترف بوجود أخطاء للحكام وكأنه بهذا الاعتراف سيعيد النقاط المسلوبة منهم جراء القرارات التحكيمية، أو سيلغي هذا الاعتراف البطاقات الملونة التي منحوا إياها بقرار خاطئ! نعترف بأن التحكيم السعودي يمر بمرحلة متردية، ولم يبقَ منه سوى حكام يعدون على أصابع اليد الواحدة، وهذه الوضعية تحتم على المهتمين والعارفين ببواطن التحكيم أن تكون لهم آراء تسمع واقتراحات تنفذ بأسرع وقت. فهد المرداسي وخليل جلال وسعد الكثيري هؤلاء من أتذكرهم حالياً في الوقت الذي كنا قبل سنوات نعجز عن تحديد من أفضل عشرة حكام سعوديين. [email protected]