اختلط أسبوع إعلان اللوائح الانتخابية والمهرجانات الخطابية، مع الكثير من القضايا الساخنة والشائكة في لبنان أمس، وأعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أجرى محادثات مع نظيره التركي عبدالله غل خلال زيارة رسمية لأنقرة أمس، أن»هناك رغبة أكيدة في إيجاد حل للمشكلة بين مصر وبين «حزب الله» (اتهامات النيابة العامة المصرية للحزب بأعمال أمنية في مصر)، فيما تترقب مصادر سياسية ووزارية إمكان إيجاد مخارج لقضايا عالقة في مجلس الوزراء الذي يُعقد الجمعة المقبل برئاسة سليمان، إذا نجح الأخير في تذليل العقبات من أمام الإنفاق على موازنة مجلس الجنوب وإقرار التعيينات المتأخرة والضرورية لإجراء الانتخابات النيابية في 7 حزيران (يونيو) المقبل. (راجع ص 6 و7) وقالت أوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إن كل شيء ممكن في ما يخص طرح التعيينات وآليتها على مجلس الوزراء وكذلك العكس، بعد أن كان التقى رئيس البرلمان نبيه بري على هامش جلسة نيابية عقدت أمس، ما أدى الى إطلاق بحث جديد من أجل إيجاد مخرج للخلاف على موازنة مجلس الجنوب الذي جمّد إقرار موازنة الدولة، إذ أعقب ذلك لقاء بين وزير المال محمد شطح ومعاون بري النائب علي حسن خليل. وهاجم زعيم «تيار المستقبل»، لدى إعلانه في عكار أمس لائحة الأكثرية في دائرتها الانتخابية في مهرجان شعبي حاشد، أعضاء لائحة المعارضة فيها سائلاً: «أين كانوا خلال السنوات الأربع من اغتيالات وتفجيرات إرهابية وتعطيل للمؤسسات؟». وقال إنه «مستعد أن يسير على درب رفيق الحريري كي لا يُسمح لهؤلاء أن يعودوا بأي شكل من الأشكال»، معتبراً أن «7 حزيران عنوان الإصرار على المحكمة الدولية من أجل العدالة». وحصلت حركة اعتراضية من أنصار أحد المرشحين لعدم ضمه الى اللائحة، فاتهم الحريري «بعض العابثين بالأمن بتخريب العلاقة بين تيار المستقبل وعشائر العرب في عكار»، مؤكداً أنه هو مرشحهم. وسيعلن الحريري بعد ظهر اليوم لائحتي الضنية - المنية، ثم طرابلس. وكان حصل توتر أمني بقي محدوداً في طرابلس مساء أمس، بين منطقتي باب التبانة وبعل محسن. وأعلنت «الجماعة الإسلامية» عن انسداد الأفق في المفاوضات بينها وبين «المستقبل» حول التحالفات الانتخابية ومطلبها ضم مرشح ثان لها (من الضنية) إضافة الى بيروت. وأعلنت المرشحة عن دائرة بيروت الأولى نايلة جبران تويني أنها تخوض المعركة مع قوى 14 آذار لكن كمستقلة، فيما أعلن رئيس «حزب الكتائب» الرئيس أمين الجميل عن مرشحيه الثمانية ورد على كلام جنبلاط الذي انتقد فيه حلفاءه المسيحيين قائلاً إن كلامه مرفوض، فيما قال نجله سامي الجميل إنه كلام غير مسؤول، أما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع فدعا «الى التسامح في هذه المرحلة الدقيقة» إزاء ما جاء في شريط الفيديو عن جنبلاط في جلسة خاصة قبل أسابيع، ورأى «المركز الكاثوليكي للإعلام» أن الكلام «لا يليق بصاحبه». وعلم أن جنبلاط يعقد قبل ظهر اليوم في بيروت مؤتمراً صحافياً يتناول فيه هذا الموضوع. وعلى جبهة المعارضة، كشفت مصادر رفيعة المستوى فيها ل «الحياة» أن قيادة «حزب الله» تدخلت في الوقت المناسب لدى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لإقناعه بالعدول عن إعلان أسماء مرشحي اللائحة الكاملة المدعومة من «التيار الوطني الحر» عن دائرة جزين. وتدخل الحزب بعد معلومات عن أن عون يستعد للإعلان عن أسماء مرشحي لائحته لأن هذه الخطوة ستدفع علاقته بالرئيس بري الى مزيد من التأزم، نظراً الى إصرار عون على استبعاد مرشح «كتلة التنمية والتحرير» النائب سمير عازار عن أحد المقعدين المارونيين في جزين وحصر الترشح عن هذه الدائرة بمرشحيه. ولفتت الى أن إعلان عون لائحته سيدفع رئيس المجلس الى التشدد، ويعني وقف المفاوضات للتوفيق بينهما من قبل لمنع ترشح المعارضة على لائحتين ضد لائحة الأكثرية. وإذ شددت المصادر على إصرار بري على ترشح عازار، استغربت في المقابل ما أشيع في الساعات الماضية عن أن عون يرضى بالتعاون مع نجل عازار (إبراهيم) بديلاً من أبيه. وأوضحت المصادر أن لائحة عون كانت تضم عن الموارنة زياد أسود وميشال الحلو وعن الكاثوليك عصام صوايا والأخير مغترب في نيويورك، واعتبرت أن تدخل «حزب الله» حال دون حصول تداعيات على تحالف المعارضة في بعبدا وزحلة وجبيل. وبالنسبة الى لائحة المعارضة في بعبدا، أكدت المصادر أن التأخر في الإعلان عنها يعود أولاً الى ارتباط تأليفها بما ستؤول إليه وساطة «حزب الله» بين «حركة أمل» و «التيار الوطني» وثانياً الى توجه جديد لدى عون يقضي بصرف النظر عن دعم ترشح ابن شقيقته آلان عون عن أحد المقاعد المارونية الثلاثة لمصلحة تثبيت ناجي غاريوس الى جانب حكمت ديب والنقيب السابق للمحامين شكيب قرطباوي.