بعد تعتيم دام أشهراً، أقرت إسرائيل باختفاء إسرائيلييْن في غزة، أحدهما من أصل أثيوبي والآخر عربي بدوي، وأشارت الى أن مصيرهما غير معروف، وأنهما محتجزان لدى حركة «حماس». في الوقت نفسه، عيّن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مسؤولاً لإدارة ملف المفقوديْن، ما يشير الى أن مفاوضات تبادل أسرى تلوح في الأفق مع حركة «حماس» التي اشترطت لذلك إطلاق الأسرى المحررين في «صفقة شاليط» الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، مشيرة ضمناً الى أن لديها 3 إسرائيليين محتجزين. (للمزيد) وما كادت إسرائيل تسمح بنشر خبر اختفاء الإسرائيلي الأثيوبي الأصل أبراهام مانغيستو الذي اجتاز الحدود إلى القطاع في أيلول (سبتمبر) الماضي، حتى وجهت اتهامات الى الحكومة بالعنصرية واللامبالاة. وقال شقيقه يالو في مؤتمر صحافي أمام منزله في عسقلان إن أي مسؤول من الجيش لم يزر العائلة لإطلاعها على المعلومات التي لديه، كما أن نتانياهو لم يكلف نفسه عناء الرد على رسالة أرسلت إليه منذ فترة بهذا الخصوص. وأضاف: «هذا السلوك عنصري بامتياز، وأنا متأكد تماماً أنه لو كان اخي أبيض البشرة لما بلغنا هذه المرحلة»، مؤكداً أن شقيقه يعاني من مرض نفسي، وأنه كان يقول إنه سيدخل القطاع لإعادة جثتي الجنديين اللذين تحتجزهما «حماس» منذ عام. كما استهجن مسؤولون مثل النائب يعقوب بيري ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تساحي هانغبي، عدم تداول قضية مانغيستو في شكل رسمي خلال الأشهر الماضية. وتحدثت وسائل الإعلام عن الإهمال والعنصرية في علاج هذا الملف وتضارب المعلومات فيه. وسارع نتانياهو أمس إلى الإعلان أنه يتابع شخصياً مسألة الإفراج عن مانغيستو والمفقود البدوي، وقال: «نعمل من أجل عودتهما»، وحمّل «حماس المسؤولية عن سلامتهما». في الوقت نفسه، كلّف نتانياهو ضابط الاحتياط في الجيش ليؤور لوتين إدارة هذا الملف، في وقت قال مراسل القناة العبرية الثانية إن هناك قنوات غير مباشرة تتفاوض مع «حماس» في شأن صفقة تبادل أسرى. وأكد النائب آفي ديختر في حديث إلى إذاعة الجيش أن هناك إمكانية للجمع بين المحادثات غير المباشرة في شأن المفقوديْن مع الجهود المبذولة لاستعادة رفات جنديين قتلا خلال الحرب العام الماضي. ورغم أن المعلومات التي أفصحت عنها أجهزة الأمن الإسرائيلية للمرة الأولى تؤكد أن «حماس» تحتجز إسرائيلييْن، إلى جانب جثتيْ جنديين فقدا في الحرب، إلا أن «كتائب القسام» لمّحت ضمناً إلى أن لديها 3 إسرائيليين وليس أربعة، إذ عرضت خلال مهرجان في ذكرى مرور عام على الحرب الأخيرة في غزة نظمته ليل الأربعاء - الخميس وسط غزة، ثلاث لوحات تحمل إحداها اسم آرون شاؤول ورقمه العسكري، وكان قتل واحتجزت جثته في معارك في حي الشجاعية. أما اللوحتان الأخرييان فحملتا علامتيْ استفهام، في تلميح على ما يبدو الى وجود جندييْن محتجزين لديها. و نفت «حماس» وجود أي من المفقوديْن لديها، وأعلنت على لسان أكثر من مسؤول أنها تشترط قبل تقديم أي معلومات عنهما الإفراج عن المحررين في «صفقة شاليط» الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم. وقال عضو المكتب السياسي ل «حماس» محمود الزهار: «لن نقدم أي رد أو أي تعقيب. بالنسبة إلينا الملف مغلق تماماً، ولن يكون هناك أي حديث أو تفاوض قبل تنفيذ الشرط». أما بالنسبة إلى الشاب البدوي المفقود، فسمح بالنشر أن «شاباً عربياً من ضواحي قرية حورة في منطقة النقب موجود لدى المقاومة في غزة، وأن الحديث يدور عن شاب كان اجتاز السياج الحدودي مرات».