علمت «الحياة» من مصادر حكومية مطلعة أن السلطات اليمنية تجري مفاوضات عبر وسطاء في محافظة شبوة (شرق البلاد) مع عناصر ينتمون الى تنظيم «القاعدة» لتسليم أنفسهم طواعية إلى الأجهزة الأمنية بدلاً من بقائهم هاربين في الجبال والوديان وعرضة لهجمات القوى الأمنية، فيما واصلت وحدات عسكرية ملاحقة عناصر التنظيم الارهابي في عدد من المحافظات. وأكدت المصادر أن الإمام أنور العولقي، المطلوب للولايات المتحدة الأميركية والذي يحمل الجنسية الأميركية إلى جانب جنسيته اليمنية، على رأس قائمة المطلوبين ممن يجري التفاوض معهم عبر وسطاء من أقاربه ووجهاء القبائل وشخصيات اجتماعية في شبوة. وكان ناصر العولقي والد أنور أكد في تصريحات سابقة ان أبنه موجود في شبوة ويحظى بحماية مسلحين ربما ينتمون الى «القاعدة» لكنهم يحموه بدافع انتمائهم إلى القبيلة نفسها، مؤكداً أن نجله معتدل في تدينه ولم يرتكب أي جريمة حتى تطالب به واشنطن وأنه يؤمن بتعاليم الإسلام وليس متطرفاً. وكان تردد ان العولقي هو المسؤول عن تجنيد النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية أواخر الشهر الماضي. وفي السياق نفسه، أشارت المصادر إلى أن الحكومة اليمنية قدمت للوسطاء ضمانات لإقناع المطلوبين من عناصر «القاعدة» في شبوة بتسليم أنفسهم، تتمثل في عدم تسليمهم إلى أي جهة خارجية لأن دستور البلاد يحظر ذلك، وأنه ستجرى لهم محاكمات عادلة بناء للتهم الموجهة إليهم من دون المساس بحقوقهم القانونية والدستورية. وأضافت ان المفاوضات تتركز مع المطلوبين الفارين إلى جبال مديرية ميفعة الذين فروا الأربعاء الماضي بعد اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل زعيم التنظيم في شبوة عبدالله المحضار، بالإضافة إلى أنور العولقي ورفاقه المسلحين. إلى ذلك كشفت السلطات الأمنية اليمنية معلومات حول القيادي في التنظيم عماد الوائلي الذي قتل ضمن مجموعة قاسم الريمي بضربة جوية الجمعة الماضي بين محافظتي صعدة والجوف، وقالت انه المتهم بخطف 9 أجانب في صعدة في حزيران (يونيو) الماضي، بينهم أسرة ألمانية بالإضافة إلى مهندس بريطاني، وأنه قام بقتل ممرضتين ألمانيتين ومدرسة كورية، وسلم بقية الرهائن الى المتمردين «الحوثيين» في صعدة، مقابل مبالغ مالية. وكان مكتب زعيم التمرد «الحوثي» عبد الملك الحوثي نفى أي علاقة لجماعته بعناصر «القاعدة» وأنكر وجود الرهائن الألمان والمهندس البريطاني لديه. على صعيد آخر، أصيب مساعد مدير البحث الجنائي بمديرية الضالع عبد القوي المحمدي وشقيقه الصحافي عبدالرحمن المحمدي والمدير العام لرعاية دار الشهداء الشيخ سيف سعيد عبيد بجروح بعدما أطلق النار عليهم مسلحون يشتبه في انتمائهم الى «القاعدة» عندما كانوا داخل أحد المطاعم في سوق مدينة الضالع. من جهته (أ ف ب)، جدد العميد يحيى صالح، رئيس أركان قوات الأمن المركزي اليمنية ومن ضمنها وحدة مكافحة الإرهاب، تحذير القبائل من مسؤولية تبعات إيواء عناصر من القاعدة، وقال: «نحن لا نقوم بعمليات عمياء، انما نعلم المواطنين على نطاق واسع في المناطق المعنية بأنه يجب أن لا يقبلوا بوجود عناصر من القاعدة بينهم». الى ذلك، عززت السلطات اليمنية إجراءات الأمن حول منشآت النفط والغاز تحسباً لاحتمال وقوع هجمات إرهابية على المرافق الحيوية. وقال مسؤولون أمنيون إن العملية شملت نشر قوات إضافية من الشرطة وخصوصاً في منطقة شبوة. وعلى صعيد آخر، أمهلت الحكومة اليمنية جميع اللاجئين في اليمن بضرورة تسجيل أسمائهم لدى الدوائر الحكومية ومراكز اللجنة الوطنية للاجئين خلال فترة شهرين، تحت طائلة الترحيل الفوري للمخالفين، وذلك في إطار الإجراءات التي تتخذ لمنع تسلل إرهابيين الى الأراضي اليمنية وخصوصاً من الصومال.