أدى إلزام عدد من الجامعات السعودية طالباتها باستخراج بطاقات جامعية، إلى أزمة لدى أولياء أمور رأوا في القرار تعدياً على خصوصيات بناتهن. وذكرت الطالبة عبير. ع التي تدرس في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، أن مسؤولات الجامعة طلبن من جميع الطالبات إصدار بطاقات جامعية، مؤكدة أن عدداً كبيراً منهن لا يرغبن في ذلك. وتساءلت: «ماذا تستفيد الجامعة من إجبارنا على وضع صورنا على البطاقات الجامعية؟ مشيرة إلى وجود حلول كثيرة كي تتثبت المسؤولات من هوية الطالبات منها البصمة». أما في محافظة وادي الدواسر فوصل الأمر إلى أن عدداً من أولياء أمور الطالبات تقدموا بشكويين الأولى إلى مدير جامعة الخرج الدكتور عبدالرحمن العاصمي، والثانية إلى المفتي العام للسعودية عبدالعزيز آل الشيخ، بسبب إلزام بناتهم في فرع جامعة الخرج في محافظة وادي الدواسر باستخراج بطاقات جامعية. وذكر الأهالي أن الأمر وصل إلى حد تهديد الطالبات بعدم دخول الاختبارات إذا لم يمتثلن لقرار بهذا الخصوص، مشيرين إلى أن أخذ البصمة يغني عن ذلك في ما يتعلق بالدقة في إثبات الهوية، ويحفظ حرمة بناتهم. وقال الأهالي في شكواهم إلى المفتي: «ننقل لسماحتكم ما حدث في فرع جامعة الخرج بمحافظة وادي الدواسر في قسم الطالبات من إجبار بناتنا على التصوير واستخراج بطاقات للكلية، مع أن البصمة تقارب البطاقة في الدقة وإثبات الهوية، بل بلغ الأمر بهم تهديد الطالبات بعدم دخول الاختبار إذا لم تصور وتستخرج بطاقة، نأمل منكم النظر في هذا الأمر الذي أقض مضاجعنا وآلمنا كثيراً». أما شكواهم إلى مدير الجامعة فحمّلوها «استنكارهم من إرغام الطالبات على البطاقة الشخصية التي تحمل صورتها، وهذا لا نرضاه لبناتنا ومما تأباه الفطرة والدين، وهذا الأمر سيحدث فتنة بين أهالي المحافظة وهي لا تخفى على المسؤولين في المحافظة»، مشيرين إلى أن بناتهم هددن بعدم دخول الامتحان في حال عدم الامتثال. ولفتوا إلى أن بعض المعنيين حاولوا مع المسؤول في الجامعة كي يتراجع عن هذه الخطوة الخطرة لكن من دون جدوى. وذكّروا مدير الجامعة أن الدولة وفرت أجهزة البصمة التي تثبت حقيقة الطالبة وليس كما في البطاقة. وقال مدير مكتب مدير إدارة التربية والتعليم للبنات في وادي الدواسر محمد العشوان ل «الحياة»: «من وجهة نظري اعتقد أن الأكثرية ليس لديهن مانع في استخراج البطاقة لكن بشرط أن تكون من دون صورة اتباعاً لتقاليدنا». من جهته، شدد عميد كلية الآداب المشرف العام على الكليات في وادي الدواسر والسليل الدكتور مبارك الدوسري على أن هذا الإجراء معمول به في كلية الملك سعود منذ 25 عاماً. وقال ل «الحياة»: «استخراج البطاقة جزء أساسي من استكمال ملفها الأكاديمي ومعمول به وتحت إشراف نسائي موثوق، وهو من صالح الطالبة أكاديمياً وأمنياً»، معتبراً أن نظام البصمة «جرى تجربته ولا يخدم بالشكل المطلوب». ولفت إلى أن البطاقة أصدرت ل67 طالبة في قسم الحاسب الآلي فيما امتنعت تسعة طالبات عن التصوير، مؤكداً أن هذا القرار سيعمم قريباً لقسم الرياضيات واللغة الإنكليزية.