تمنى أكثر من 57 من سجناء الحقوق المالية، في سجن محافظة الأحساء، شمولهم بقرار العفو، الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، بمناسبة عودة الأمير سلطان بن عبد العزيز، معافى من رحلته العلاجية. واستفاد آلاف من سجناء الحق العام من قرار العفو، الذي صدر نهاية العام الماضي. وما زالت اللجان المختصة تعمل على تطبيق قرار إطلاق سراح من تنطبق عليهم الشروط. واستبشر عدد من سجناء الحق الخاص، ممن قضى بعضهم في السجن أكثر من خمسة أعوام، أن يشملهم القرار، بعد أن تناهى إلى سمعهم أن المسؤولين في المديرية العامة للسجون يتدارسون وضعهم، وإمكانية استفادتهم من قرار العفو. وأعرب السجين مصطفى الحسين (48 سنة)، الذي قضى أربعة أعوام وثلاثة أشهر في سجن الأحساء، عن أمله ب «شمول قرار العفو الملكي سجناء الحق الخاص، الذين سجنوا بسبب ديون مالية لم يتمكنوا من سدادها». وتفاءل الحسين، وزملاؤه في السجن، الذين يزيد عددهم عن 57 سجيناً، بقرار العفو، وبخاصة بعد أن «شاع بين سجناء الحق الخاص من المدينين، أنهم سيشملون في القرار، إلا أن الأمر لم يتحقق بعد»، مضيفاً أن «أحد المسؤولين في السجن، أبلغنا أنه ربما يشملنا العفو، ولكن هناك بعض التحفظ على القضايا المالية». وذكر أن «كثيرًا من السجناء في الأحساء أفرج عنهم، ومن بينهم من قضى 16 عاماً، أو أقل. وكنا نطمح في أن يشملنا العفو، وبخاصة أن سبب سجننا لا يشكل تهديداً لأحد، وإنما تعثر في سداد ديون». وبين أن مصير السجناء المدينين «يلفه الغموض، ولا نعرف متى يفرج عنا، في انتظار حكم القاضي بالإعسار، أو تمكن ذوي المسجون من تسديد ديونه المستحقة عليه». وأدى عدم تمكن الحسين من سداد أكثر من 700 ألف ريال إلى سجنه منذ أربعة أعوام. وأوضح أن «الخصم تنازل عن مئتي ألف ريال. لكنه يطالبني بسداد دفعة أولى لا تقل عن مئتي ألف ريال، حتى يتنازل عن احتجازي في السجن، وفي ذات الوقت؛ يبحث القاضي إصدار صك إعسار، بعد أن تأكدت اللجان المختصة من حسابي المصرفي، وعدم تمكني من السداد. إلا أن القضية تؤجل دائماً، وأقرب موعد لها سيكون بعد شهرين ونصف الشهر». وقال: «إن ما منع إطلاق سراحي عدم تنازل الطرف الآخر عن حقه. كما أن القاضي الذي ينظر في القضية، لم يصدر حكم إعسار إلى الآن». وأوضح أن عائلته «تعيش وضعاً مأساوياً نتيجة بعدي عنهم، فضلاً عن غياب المُعيل لهم. وأدى ذلك إلى انتقالهم من القطيف إلى الأحساء، ليكونوا بالقرب مني، من أجل الزيارة»، مضيفاً «لدي ابن أصبح عمره الآن أربع سنوات، ولم أره خارج السجن غير 43 يوماً فقط، ثم أوقفت بعدها. كما أن ابنتي في سن الزواج، إلا أنها واقعة تحت صدمة سجني الذي طال كثيراً، من دون فائدة». ويعاني الحسين، من مرض النقرس وضغط الدم. ودعا إلى «تدخل الجمعيات الخيرية في مساعدة السجناء غير القادرين على سداد ديونهم، وإذا لم يقفوا معنا، فالأمل معقود على أهل الخير»، متمنياً من المسؤولين «الالتفات إلى قضايا سجناء الحق الخاص، وبخاصة المدينين الذين لا يستطيعوا سداد ديونهم، ليس من باب التلاعب، وإنما لظروفهم التي حالت دون قدرتهم على السداد»، مضيفاً «نحن لسنا مجرمين».