يعترف الدكتور سلطان القحطاني بأن الباحثين والنقاد الذين ألقوا الضوء على الرواية العربية تجاهلوا الرواية السعودية، وأن الدراسات التي تناولتها كانت سريعة ولم تفطن إلى الشخصية المميزة لهذه الرواية. ويقدم القحطاني في كتابه «الرواية في المملكة العربية السعودية نشأتها وتطورها 1930-1989»، الصادر أخيراً عن نادي القصيم الأدبي، الشخصية الحقيقية للرواية السعودية تاريخاً ونقداً منذ بدايتها في العام 1930 بأول عمل ظهر على يد الروائي عبدالقدوس الأنصاري، وحتى آخر عمل صدر في العام 1989 للدكتورة أمل محمد علي شطا. وتحلّل هذه الدراسة الأعمال ال 61 المتناولة تحليلاً أكاديمياً، وتهدف إلى وضع الأسس الأولية ودراستها دراسة تفصيلية وأكثر تخصصاً في جوانبها المتعددة. ويستعرض الفصل الأول دور الصحافة السعودية في التعريف بالأعمال الروائية وبزوغ الرواية كجنس أدبي رفيع، من خلال ما قام به الرواد من دور فعال في التعريف بالرواية، إضافة إلى آراء بعض النقاد والدارسين حولها. ويتناول الفصل الثاني عدداً من العوامل التي ساعدت في ظهور الرواية مثل التعليم والطباعة وظهور ثلة من المثقفين السعوديين. ويطرح الفصل الثالث أعمال الرواد السعوديين في مجال الرواية التعليمية وما تعرضوا له من متاعب في ظل عدم وجود طباعة أو نشر داخل المملكة بين عامي1930 و1948. ويناقش الفصل الرابع المدخل إلى الرواية الفنية من منظُورَي الترجمة والتأثير والتأثر المباشر خلال الأعوام 1954 – 1959. وخُصص الفصل الخامس لمناقشة بروز الرواية «الفنية» بين عامي 1959 و1979، مسلطاً الضوء على رائديها حامد دمنهوري وإبراهيم الناصر. ويختم الفصل السادس من الدراسة بقراءة الرواية في فترة الثمانينات، التي شهدت مجموعة عوامل ساعدت في وجود عدد من الروايات، إضافة إلى تحليل لباقة من النصوص الروائية الصادرة في تلك الحقبة.