«فيلات السفارة الاسبانية في الجزائر» و«حرم جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض» و «اسواق بيروت» و «جامعة مصراتة» و «مقر مصرف صحار في مسقط» و «مركز اسلامي جابر الاحمد في الكويت» و «كؤوس المدينة الخمس في دبي» و «حي الادهمية في بغداد» و «حلبة سباق الجمال في الدوحة» و «مقر مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله»، وغيرها من مشاريع أنشئت أو قيد الانشاء، برزت في صور ضمن معرض «على سفر» في متحف جامعة «بيرزيت» يتمحور حول العمارة الاسبانية في العالم العربي بتنظيم من «البيت العربي» في مدريد و «المجلس العالي لجمعية معماريي اسبانيا»، وهدفه إظهار أعمال محترفي العمارة الاسبانية الذين يغامرون بالعمل في الدول العربية التي تختلف عن اسبانيا في تفاصيلها الثقافية والجغرافية وحتى المعمارية من جهة، وتتقاطع معها بحكم الاندماج التاريخي بالحضارة من جهة اخرى. وتُظهر صور المشاريع المشاركة تميّزاً في التصميم المعماري والاشكال الهندسية المرافقة، ما يدفع المتجول في المعرض الى الوقوف للتأمل في التصاميم المبتكرة التي تبدو تارة كنوع من الاقتحام الحديث لجغرافيا ليست كذلك، وتتماهى تارة أخرى والنمط الذي اشتهر به العرب والمسلمون في ما يعرف بالمعمار الأندلسي. ويمكن التدليل على الجزء الأول من المباني بنماذج، منها «مركز الاسلامي بمدينة جابر الاحمد في الكويت» من تصميم استوديو مانخيرا/ ايبارس، المستوحى من الشكل المحيط لخليج الكويت، ومن المنظر الطبيعي لشاطئ البحر حيث يتّخذ صحن المسجد في المركز الاسلامي شكل الخليج، كأنه يرسم أربع حلقات تبدو كأمواج سمّاها المصممون حلقات النور والماء والمعرفة والطبيعة، وتتّخذ أمكنة لها في المسجد. وفي الإطار نفسه، لا يمكن إغفال التصميم المميّز للشركة المعمارية الاسبانية «آر سي آر»، ويحمل اسم «كؤوس المدينة الخمس» في دبي، وهو عبارة عن خمسة مبانٍ في واحد تتخذ شكل الكؤوس في تجديد لجغرافيا الصحراء الرملية هناك، وتحمل كل كأس منها دلالات في الثقافتين الاسبانية والعربية، ككأس النصر مثلاً، ما يعكس عبقرية في التصميم المعماري الإسباني، يسعى القائمون على المعرض الى ابرازها. واذا دار الحديث عن المعمار المستنسخ، ان جاز التعبير، من النمط العربي الاسلامي في الاندلس، يبرز في شكل واضح تصميم رافاييل مانثانو لمنزل عائلي وحدائق في المنامة وفقاً للتراث الاندلسي أو العربي الاسباني. فالمنزل له باحة كبيرة تكسوها نباتات وأشجار نخيل، ويضم ممرات مائية تصب في بركة امتزجت فيها الرؤية المعمارية الأندلسة بالهندية واللاتينية، فيما تكتسي الأسقف بقطع قرميد صنعت يدوياً في المملكة المغربية. ولا بد للمتجول في المعرض أن يستوقفه تصميم مارك فينيوك وخافيير ايريبارين الموسوم ب «حلبة سباق الجمال» الذي صمم عام 2009، إذ طور المعماريان الاسبانيان تجمعاً رياضياً حديثاً لسباق الجمال في قطر، وبات بمثابة حلبة لهذا النوع من السباق في عالم عصري تنفق فيه أموال باهظة في رياضات غير محلية، إذ تشتهر قطر بالاستثمارات في كرة القدم ورياضات اخرى في أوروبا وغيرها. وبالتالي يأتي هذا المشروع كتصميم معاصر لرياضة قديمة ذات تراث عريق في البلدان العربية، خصوصاً دول الخليج. ويضم مدرجاً متحركاً يسمح لمئتي مشاهد من المدعوين البارزين بمتابعة السباق بسرعات متعددة تصل الى 60 كيلومتراً في الساعة. ويشكّل عمل مكاتب العمارة والمؤسسات الاسبانية في البلدان العربية مثالاً جيداً لتدويل ناجح في مجال العمارة. فالمشاريع المشاركة في هذا المعرض تأتي نتيجة جهد مستمر، يثمر على المدى البعيد بفضل المهنية الجيدة لقطاع العمارة الاسبانية الذي بات يحظى بسمعة عالمية جعلته يفرض نفسه في دول عربية عدة.