قال الراوي إن المهندس الأمريكي الياباني مينورو ياماساكي قام في عام 1691 بزيارة المملكة العربية السعودية عدة مرات لينفذ مشروعاً صغيراً وعندما عهد إليه بتصميم برجي مركز التجارة العالمية الذي انهار في 11 سبتمبر 1002 قام بإدماج عناصر من العمارة الإسلامية فيه وخاصة في الطوابق الأولى التي تميزت بالعقود البارزة المضلعة التي تشبه عقود المساجد والسجاد الإيراني والميدان الواقع أمام البرجين صمم بحيث يشبه صحن المسجد الحرام، وياماساكي نفسه وصف هذا الميدان الذي تتوسطه نافورة وتحيط به مقاعد للجلوس بواحة خضراء تتيح للناس أن يقضوا فيها لحظات تزيل توترهم والرتابة اليومية التي تعتريهم. وفي سان فرانسسكو فإن مسرح الكازار يكاد يعتبر صرحاً إسلامياً، وفي مدينة بيركلي فإن فندق النادي الذي صممته جوليا مورجان يعتبر تقليداً للعمارة العربية في الأندلس، والمركز المدني في سان رفائيل مارن كاونتي بقبته الزرقاء والهوائي الذي يعلوها والذي يشبه المنارة يبدو وكأنه مسجد، وفرانك لويد رايت المهندس الأمريكي الشهير الذي صمم المركز المدني في أواخر الخمسينات تأثر كثيراً بالعمارة الإسلامية وكان يكن لها الكثير من الإعجاب، وخاصة بعد أن ذهب إلى بغداد ليصمم قصراً للملك فيصل الأول، وفي الحقيقة فإن العمارة العربية الأندلسية Moorish وجدت في الولاياتالمتحدة منذ القرن الثامن عشر حين أحضر الأسبان الذين استوطنوا الولاياتالمتحدة طراز العمارة الإسلامية معهم وحتى البنايات في جنوب غرب البلاد في كاليفورنيا بنيت من قرميد طيني مجفف كان له اسم عربي هو «الطوبة»، ويقال إن المعمار الغوطي الذي ساد أوروبا في العصور الوسطى إنما هو تقليد للعمارة الإسلامية نقله الصليبيون من بلاد العرب، وأنا حين أكتب هذا الكلام وأشاهد أبراج الحديد والأسمنت والزجاج التي تشيد في مدننا والتي لا تتسم بأي طابع جمالي والتي لا تعدو أن تكون مسخاً للحداثة الأوروبية التي ركزت على الجانب الوظيفي وأهملت العامل الجمالي كعمارة البنك الأهلي التجاري في جدة . أشعر بالفجيعة لأننا أهملنا وأضعنا تراثنا المعماري الإسلامي، فهل نطمع من القائمين حالياً بتشييد الأبراج في مكةالمكرمة بالحفاظ على المعمار الإسلامي والتقيد به حتى لا تتحول مكةالمكرمة وأول بيت وضع للناس إلى ذلك المسخ أو المدن القبيحة مثل هونغ كونغ وسنغافورة واللادفنس في باريس وأبراج البنوك في فرانكفورت ؟