وصلت السفينة الفرنسية «تارا أوسيان» إلى ميناء جدة الإسلامي ضمن جولتها المكوكية التي تستهدف 50 بلداً حول العالم، حيث تخوض 150 ألف كيلو متر فوق البحار في رحلة فريدة من نوعها تستمر مدة ثلاث سنوات، بهدف قياس أثر الاحتباس الحراري على الحياة في المحيطات. وتحمل «تارا أوسيان» عبر مختلف بحار ومحيطات العالم على متنها فريق علمي دولي متعدد التخصصات يضم 15 مختصاً في علوم المحيطات والبيولوجيا والوراثة والفيزياء من جهات أوروبية مختلفة ذات سمعة عالمية، وتمول فرنسا المهمة العلمية الاستثنائية. ومنح رسو السفينة الفرنسية في جدة الأكاديميين والمختصين السعوديين فرصة لقاء نظرائهم الأوروبيين لبحث جملة من القضايا التقنية والعلمية التي تغطيها «الحملة»، فضلاً عن النظر في إمكان تنفيذ مشاريع للتبادل والتعاون المشترك في ميادين علوم المحيطات. وأكد ملحق التعاون والعمل الثقافي آلان ماركر في مؤتمر صحافي عقد يوم أمس في القنصلية الفرنسية في جدة أن الوفد أخذ عينات من المياه الإقليمية في جدة بهدف تحليلها، خصوصاً أن من مهمات هذه السفينة درس مدى التلوث وظاهرة الاحتباس الحراري. وقال: «يقارن أعضاء السفينة التنوع البيولوجي لهذه المنطقة مع المناطق الأخرى، إذ إن رحلتهم في البحر الأحمر شملت شرم الشيخ وجدة ثم جيبوتي في المرحلة الثالثة، ومن ثم منطقة الخليج العربي». مشيراً أن الرحلة الاستطلاعية العلمية التي تدوم ثلاث سنوات عبر بحار ومحيطات العالم تجري تحت رعاية برنامج الأممالمتحدة من أجل البيئة التي تسعى إلى تقديم أجوبة للأسئلة التي يطرحها المناخ، إضافة إلى تعميق المعارف الخاصة بالتنوع البيولوجي البحري. وأكد أن «هذه المنظومة البيئية المعقدة يهددها ارتفاع درجة حرارة المناخ والتلوث»، موضحاً أن الرحلة الاستكشافية ستسمح بتقديم اقتراحات عاجلة لحماية الكرة الأرضية.