طلّ صيف 2015 على المبتعثين السعوديين في الولاياتالمتحدة الأميركية بسخونة لا تتكرر كثيراً، إذ يوافق شهر رمضان الأسابيع الدراسية الأولى من الفصل الدراسي، في الوقت الذي سيضطر السعوديون هناك لقضاء أكثر من 15 ساعة في الصيام، بينما طبيعة المستحقات الدراسية لن تتغير، ما يعده مبتعثون أمراً مرهقاً بالنسبة لهم. وفي الجانب الآخر، يعيش الدارسون على حسابهم الخاص في صفيح ساخن يلهب كل آمالهم بعد ما اعتبروا بيان وزارة التعليم الأخير تنصلاً من أحقية انضمامهم للبعثة الدراسية، ويشير بعضهم إلى «أن الوزارة تخلت عنهم في ظروف صعبة، إذ لم تعلن عن تغير في سياستها سوى ببيانها الصادم بالنسبة لنا». هشام السحيباني طالب ماجستير في الاقتصاد بجامعة كانسس بولاية ميزوري يرى أن الابتعاث تجربة مختلفة في جميع الأصعدة، «هنا نفتقد روحانية رمضان، لا شيء على الإطلاق يشعرك بدخول الشهر، الحياة تسير في نمط متشابه بشكل يومي، ولا يوجد الكثير من الوقت لتوفير بعض من الأجواء الرمضانية في غربتنا مثلما كان يحصل في السعودية». ويضيف السحيباني الذي أكمل ربيعه ال26، أن الجالية المسلمة في ولاية ميزوري الواقعة في الوسط الأميركي سيصومون أكثر من 15 ساعة وسط أجواء مناخية صعبة تميل إلى الحرارة، مستبعداً أن يتم خلق استثناءات للطلبة السعوديين أو أبناء الجالية المسلمة في الجامعات الأميركية «الأمر يعتمد على تفهم المشرف الأكاديمي، بيد أنه لا يستطيع خلق استثناءات لطالب دون البقية، ونحن كطلبة سعوديين نتفهم ذلك». «الأجواء تبدو اعتيادية في الفصل الدراسي الصيفي، لا شيء مختلف عن بقية الأيام الدراسية، فالجهد الدراسي يسير على خطى متسارعة. الوقت ينفد والتميز يحتاج إلى جهد كبير» بهذه الكلمات علق طالب الهندسة الكهربائية في جامعة كولومبيا بولاية ميزوري عبدالرؤوف الزهيري عن دخول شهر رمضان في بداية الفصل الدراسي الجاري، معتبراً أن شهر رمضان فرصة جيدة لمضاعفة المجهود الدراسي، «إذ يشكل ذلك تحدياً مهماً وحلقة ملهمة في سجل ذكريات الطلاب مستقبلاً». وتضم الولاياتالمتحدة الأميركية النسبة الأعلى للمبتعثين السعوديين والبالغ عددهم أكثر من 100 ألف طالبة وطالب، وتعد الوجهة التعليمية الأولى للطلبة السعوديين. وسجل أعداد المبتعثين السعوديين أرقاماً كبيرة، بعد أن طور الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز برنامج الابتعاث في 2005. وتعمل وزارة التعليم على وضع آلية جديدة تسهم في ضمان وظيفي للمبتعثين في المرحلة الجديدة من البرنامج بحسب ما أعلن وزير التعليم عزام الدخيل، ما فتح كثيراً من التساؤلات على مستقبل برنامج الابتعاث في أجندة الوزير الجديد.