صباح أمس ذهبنا في رحلة استكشافية لركوب المترو، الذي تم افتتاحه في 9-9، أما لماذا تأخرنا كل هذا الوقت لنركب المترو فهي اسباب عدة، أهمها أن المحطة التي تخدم منطقتنا لا تزال تحت الانشاء. اتجهنا بالسيارة نحو أقرب محطة لمنزلنا، وهي محطة «الامارات مول»، ودخلنا ردهة المترو، أكثر ما لفت نظري وبدا مشرقاً ومثيراً للبهجة من وجه نظري هو حضور اللغة العربية التي تزينت بها اللوحات والنداءات الصوتية وإعلانات وصول المترو، أول مرة أسمع لغة عربية في مترو، وليست هذه شوفانية أو تعصباً، لكنه زهو حل في أعماقي وشعور بالفخر أن يحمل هذا الانجاز صبغة عربية أو ختماً عربياً في زمن الكسل العربي. أول مرة أدخل فيها مترو ولا أرى فيه أعقاب سجائر، ولا مشردين على الأرض، أما اذا أردت أن تتحدث عن درجة الفخامة في مستوى إنشاء هذا المترو الأنيق، فقل انها دبي. ثم تخيل. ركبنا من المحطة الأولى حتى المحطة الأخيرة على الخط الأحمر الذي تم انجاز معظمه، وتوقفنا في اكبر محطة للمترو في الوسط، لأنها المحطة الأكبر للمترو ثم عدنا وانطلقنا إلى المحطة الأخيرة. كان المترو الذي يمشي بلا سائق، وبسرعة تصل أحياناً إلى 95 كيلومتراً بالساعة هادئاً وبلا صوت، يشق قلب شارع مزين بناطحات السحاب وبشمس مشرقة. في كابينة القولد وهي واحدة من ثلاث درجات (الذهبية والفضية) و(الوردية للنساء فقط)، كانت هناك مضيفة تفتش البطاقات، وكاميرات مراقبة للضبط، ومقاعد نظيفة وحرس من جنود الخدمة العسكرية الحكومية على البوابات. تفاصيل التقنية التي يعمل بها المترو وإدارته وتنظيمه مذهلة، بل عبقرية. تجيب على أسئلتك كلها من دون ثغرة واحدة، ومن باب الصدفة ربما، أو من باب دورة العمل المنظم، حدثت أمامنا واحدة من هذه القصص. كنا نظن أن البطاقة الذهبية التي يبرزها الراكب للمضيفة في الدرجة الأولى، كافية لضمان قانونية الركوب، إلا أنه في احدى المحطات انفتحت البوابة، وظهر فريق تابع لهيئة المواصلات بزية الرسمي يفتشنا مرة أخرى، ولكن بماسح ضوئي يختبر صلاحية البطاقة، وبعد دقائق تم ضبط راكب خليجي، واقتيد أمامنا لأول محطة، وتوقف الفريق معه لتحرير المخالفة بحقه، ولم يكن أي عذر بالجهل أو بكونها المرة الأولى قادراً على تفويت المخالفة، اسألوا في هذا كثيرين تم ضبطهم في دبي، لا استثناءات، وهذا يسمى في عرف العدل والحضارة ومفهوم الدولة، المساواة أمام القانون. [email protected]