بور او برنس - أ ف ب، رويترز - تفاقمت معاناة المنكوبين بالزلزال في هايتي لليوم الرابع على التوالي، بلا ماء ولا طعام منذ الكارثة، ناهيك عن فقدان المأوى أو الإسعافات الطبية، ما بدأ يثير موجات غضب عارمة تتحول الى احتجاجات تستخدم فيها الجثث لقطع الطرق. ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مراسل مجلة «تايم» في هايتي ان عصابات سطو مسلحة تجوب الشوارع تحت جنح الظلام، مشيراً الى ان اكثر من ألف سجين فروا من زنزاناتهم بعد الزلزال ليل الثلثاء - الأربعاء، وانضموا الى مسلحين آخرين، يخشى أن يبسطوا سيطرتهم على البلاد، في غياب قوى الأمن وفي ظل انهماك القوات الأميركية بتنظيم عملية تلقي المساعدات وتوزيعها. لكن رئيس اركان الجيوش الاميركية الادميرال مايكل مولن اعلن امس ان ما مجموعه عشرة آلاف جندي اميركي سينشرون في هايتي او قبالة شواطئها بحلول الاثنين المقبل. واكد ان جميع الجنود لن ينزلوا الى الارض بل سيكون عدد كبير منهم على متن ست سفن للبحرية ستصل في الايام القليلة القادمة. وقال للصحافيين ان عدد الجنود سيكون «ما بين 9 و 10 آلاف مع وصول المارينز والسفن الثلاث المرافقة». واضاف انه من المبكر القول ما اذا هناك حاجة لمزيد من الجنود على الارض اضافة الى الكتيبة ال 82 المجوقلة وقوة الاستكشاف ال 22 التابعة للبحرية وتضم الفي جندي. وأعلن الرئيس الهايتي رينيه بريفال ان الأولوية لدفن الموتى، مشيراً الى دفن 7 آلاف جثة، في حين تكدست نحو 1500 جثة أمام مشرحة المستشفى العام في بور أو برنس. وتولت طلائع القوات الأميركية في هايتي تشغيل المطار الذي ضاقت أجواؤه بطائرات تدفقت من أنحاء العالم حاملة إمدادات. وحذرت منظمات إغاثة من ان الساعات المقبلة حاسمة بالنسبة الى إسعاف جرحى الزلزال أو إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، ما قد يضاعف عدد القتلى الذي يتوقع أن يناهز مئة ألف. كما حذرت المنظمات من انتشار الأوبئة نظراً الى غياب الحاجات الأساسية، وتعطل العيادات والمستشفيات في أنحاء الجزيرة. ومع وصول فرق إنقاذ من الخارج، أبدى لويس فرنانديز مسؤول الإنقاذ من فلوريدا بعض التفاؤل بالعثور على ناجين، وقال: «هذه واحدة من أسوأ الكوارث التي شاهدتها خلال 20 سنة». واستدرك: «يمكننا إنقاذ ناجين بعد 10 و12 و14 يوماً من الزلزال». ويعاني كثيرون من المصابين من كسور في العظام أو جروح نازفة. وعلى رغم المخاوف من فوضى شاملة، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان الوضع الأمني في هايتي «لا يزال جيداً، باستثناء بعض أعمال البحث عن الطعام والماء في النفايات وعمليات نهب محدودة». وأضاف: «النقطة الأساسية هي توصيل الغذاء والماء الى هناك بأسرع ما يمكن لئلا تدفع الحاجة الماسة الناس الى العنف ويتدهور الوضع الأمني». وتخوف خبراء أميركيون وأوروبيون من ان يتسبب الدمار الكامل للبنى التحتية في هايتي، في أزمات صحية عامة للسكان، على المديين القريب والبعيد. وبدأت باريس وواشنطن درس فكرة تنظيم مؤتمر دولي لإعمار هايتي، فيما دعت فرنسا الى إلغاء الديون الخارجية للجزيرة.