في الوقت الذي زار أمس عدد من القيادات الإسلامية في مقدمهم شيخ الأزهر ووزير الأوقاف مدينة نجع حمادي (صعيد مصر) لتقديم واجب العزاء في ضحايا الهجوم المسلح الذي تعرضت له تجمعات قبطية ليلة الأربعاء قبل الماضي، منعت أجهزة الأمن نحو 30 ناشطاً معارضاً من دخول المدينة بعدما قبضت عليهم في ساعة متقدمة من صباح أمس. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن الشرطة أوقفت عدداً من الناشطين لدى وصولهم إلى نجع حمادي في «إجراء احترازي» لمنع إثارة الأمور من جديد في المدينة بعدما هدأت الأحوال فيها. وأشارت إلى أن الموقوفين سيتم ترحيلهم إلى القاهرة. وكان شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي ألقى خطبة الجمعة في «جامع المحطة الجديد» أكد فيها أن المسلمين والأقباط يعيشون تحت سماء واحدة ومن الضروري أن تكون هناك تعاملات بين الجانبين وأن الخلاف في العقيدة والدين لا يجب أن يؤدي إلى خلاف كامل «بل هناك أخوّة وطنية وتعامل انساني»، مؤكداً أن الشريعة الإسلامية «بريئة ممن يرتكبون ابشع الجرائم ويقتلون الآمنين بغير حق»، مشيراً الى أن الظالمين المعتدين «مصيرهم النار وبئس القرار». وقال الشيخ طنطاوي خلال خطبة الجمعة والتي حضرها الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، إن من يقترف جريمة من الجرائم هو الذي يُحاسب عليها وذلك ما بيّنه القرآن الكريم فى عشرات الآيات، موضحاً أنه لا يُحاسب إنسان إلا على عمله وعلى ما ارتكبه من سيّئات وجرائم. وأكد شيخ الأزهر أن الأمة التي يسودها الأمان يلازمها الرخاء أما الأمة التي يسودها التنازع والعنصرية والعصبية الغبية التي تفرّق بين الناس في الحقوق والواجبات فمن المستحيل أن تتقدم. وشدد على ضرورة أن يكون أبناء مصر جميعاً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، مضيفاً أن كل خير يأتي لمصر سينعم به المسلم والمسيحي. وتوجه طنطاوي ووزير الأوقاف محمد حمدي زقزوق بعد ذلك إلى مطرانية نجع حمادي حيث التقيا الأنبا كيرلس قبل أن يجتمعا بمحافظ قنا مجدي أيوب. وفي الإطار ذاته، دان زقزوق حادث نجع حمادي، مؤكداً أنه بعيد كل البعد عن الإسلام، موضحاً أنه قدم واجب العزاء للأنباء كيرلس وأسر الضحايا. ودعا إلى ضرورة توحيد الصف «لمنع الأيدي الخارجية من تشويه صورة مصر».