لم يجد وكيل الأمين لشؤون البلديات في أمانة المنطقة الشرقية المهندس شجاع المصلح، أثناء حضوره أحد اللقاءات الأكاديمية في الخبر، تبرير تأخر المشاريع في مدينة الدمام، وتذمر الأهالي سوى القول: «نعاني ما تعانون منه ونسير في الطرق ذاتها»، مطالباً في الوقت ذاته ب «الصبر»، لتحقيق أهداف رسمتها الأمانة. وينتظر على أحر من الجمر، سكان مدينة الدمام مرور نصف عقد من الزمن، لانتهاء أطول عملية «جراحة»، تشهدها مدينتهم، وتنفذها أمانة المنطقة الشرقية في عدد من شوارع وطرقات المدينة المُصنفة ضمن مدن الطاقة العالمية. لكن غياب الرؤية المستقبلية للمدينة وضياع هويتها أمام تلك المشاريع، إضافة إلى تأخر نتائجها، وفشل بعضها، سيطرت على أذهان أهالي الدمام ، وجعلت مدينتهم مثالاً للمشاريع «العشوائية» في عدد من محافظات ومدن الشرقية. حتى القادمون من خارجها أصبحوا يعانون منها، ففهد المطيري، يشير إلى التحويلات التي مر بها مع اسرته، بعد قدومهم من الكويت إلى البحرين مروراً في الدمام، بالقول: «مع كل تحويلة كنت أبحث عن أقرب موقف، لاستفسر عن الطريق المؤدي إلى الجبيل، سواءً من الأهالي، أو من أصحاب المحال التجارية». ولم يخف أمنيته بمشاهدة نتائج تلك المشاريع، مضيفاً «تمنيت مشاهدة هذه المشاريع بعد الانتهاء منها، وليس أثناء تنفيذها». وفي الوقت الذي يستبشر السكان بافتتاح أحد الطرق التي تشملها أعمال التطوير، تتبدد فرحتهم مع شروق شمس اليوم الآخر، بعد إغلاق طريق أخر للهدف ذاته. ولعل آخر تلك المشاريع التي استهل بها أهالي الدمام صباحهم أخيراً، إغلاق طريق «المزارع» الذي يربط الجزء الشمالي من الدمام في جنوبه، لإعادة تأهيله، تزامناً مع أعمال تطوير وإغلاق جزئي يشهدها طريقا الخزان والظهران، بعد أن تم تحويل مساريهما باتجاه واحد، لكل منهما قبل عامين، بعدما كانا بمسارين لكل منهما. وعن المشاريع التي تنفذها الأمانة، قال أحمد العنزي الذي يسكن أحد أحياء الدمام، تبدو «غير واضحة المعالم». ويضيف: «استبشرنا خيراً، بتشغيل النفق الأول الذي ساهم في انسيابية الحركة المرورية، إلا أن سوء التنفيذ الذي استدعى إغلاقه، جعله وبالاً على السكان وأصحاب المحال التجارية الواقعة بالقرب منه». وأضاف العنزي، «نعلم أن المشاريع التي تنفذها أمانة الشرقية تهدف إلى تطوير المدينة، إلا أن التأخر في تنفيذها من جانب المقاولين، يجعلنا نطرح أكثر من سؤال عن غياب الرقابة على تلك المشاريع». ويصف سعد البريك، وضع المشاريع القائم ب «العشوائي». وتساءل: «كيف يتم إغلاق جزء من طريق المزارع في الوقت الذي لا يزال فيه طريقا الخزان والظهران يئنان من الزحام تحت هدير المعدات وأعمال الحفر»، مضيفاً «ستة مواقع حالية تشملها مشاريع التطوير، بدءاً من تقاطع طريق الملك خالد مع طريق الأمير نايف، وطريق الخزان، والظهران، والمزارع، ونفق الإستاد الرياضي، إضافة إلى التحويلة الواقعة في طريق الملك فهد مع تقاطع طريق أبو بكر الصديق، وجميعها قائمة، ويتم تنفيذ الأعمال فيها ببطء»، متسائلاً أيضاً: «من يتحمل مسؤولية هذا التأخير؟». ولم يخف مصدر في مرور المنطقة الشرقية، انزعاج إدارته من جملة المشاريع التي يتم تنفيذها في وقت واحد، مطالباً ب «التنسيق والتنظيم في عملية تنفيذ المشاريع، إضافة إلى متابعة سرعة المقاولين في الإنجاز». وأضاف «نسعى جاهدين مع أمانة الشرقية، للمساهمة في عمليات التطوير القائمة، من خلال تأمين بعض المواقع التي تشهد حالياً، مشاريع تطوير وإعادة تأهيل. إلا أننا وفي الوقت ذاته نطالب بتنظيم عمليات التنفيذ زمنياً، كي لا يدخل قائدو المركبات في دوامة التحويلات».