نفت الحكومة الأردنية أمس الأنباء التي ترددت عن اعتقال سائق مشتبه به في حادث تفجير موكب سيارات تابعة للسفارة الإسرائيلية في عمان على طريق البحر الميت مساء الخميس الماضي. وقال الناطق باسم الحكومة نبيل الشريف ل «الحياة» إن «التحقيق ما زال مستمراً، وستعلن النتائج فور الانتهاء منه، ولم نعتقل أحداً». وعما أثير من اتهامات ل «حزب الله» وحركة «حماس» وتنظيم «القاعدة»، قال الشريف: «كل الاحتمالات وارد، لكننا رسمياً لم نوجه الاتهام الى أحد، وسيكون كل ما يثار مجرد وجهات نظر. لست مسؤولاً عما يشاع وينشر، وأنا مسؤول عما يصدر من المصادر الرسمية المعلنة». وأضاف: «تابع القضية بكل اهتمام وجدية، فنحن ننظر لمثل هذه الأحداث بجدية وباهتمام كبيرين لأننا نعتبرها موجهة ضد الأردن بالدرجة الأولى، ولا يستفيد منها أحد إلا أعداء الأردن». وكان مسؤول اسرائيلي اطلع على معلومات استخبارات أردنية قال لوكالة «رويترز» ان «القاعدة» و «حزب الله» يتصدران القائمة الإسرائيلية للمشتبه بهم في الهجوم التفجيري على ديبلوماسيين اسرائيليين في الأردن. وبعدما اشار الى أن التحقيقات الجارية في عمان ما زالت في مستهلها، قال: «تقديري أن هذا كان عملاً للقاعدة أو حزب الله». في الوقت نفسه، قال مصدر اسرائيلي آخر على اطلاع على الأمن حول السفارة في الأردن ان جزءاً من التحقيق سيركز على ما «اذا كان هناك تسرب (للمعلومات) من داخل الجهاز الأردني»، أي اذا ما كان المهاجمون حصلوا على معلومات من داخل أجهزة الأمن الأردنية في شأن تحركات الديبلوماسيين. وأضاف أن الديبلوماسيين الإسرائيليين في الأردن ومرافقيهم الأردنيين يستخدمون سيارات لا تحمل علامات مميزة، كما يستخدمون مسارات متغيرة. وهذا يعني أن المهاجمين تمكنوا من مراقبة تحركاتهم عن كثب. وهذا هو الحادث الثالث الذي يستهدف العاملين في السفارة الإسرائيلية في عمان. وزار مراسل «الحياة» موقع الحادث امس، وتبين انه نتج عن عبوة محلية الصنع أحدثت حفرة صغيرة على يمين الشارع لا يزيد عمقها عن نصف متر. ويبدو ان المخططين للعملية اختاروا المنعطف الحاد على أمل ان تنقلب السيارات المستهدفة جهة اليمين في الوادي السحيق. طلبت السفارة الإسرائيلية في عمان على موقعها الإلكتروني امس من رعاياها اتخاذ الحيطة، وتم اتخاذ احتياطات امنية مشددة أمام مبنى السفارة ومنزل السفير في منطقة الرابية. وكان وزير الخارجية ناصر جودة هاتف السفير الإسرائيلي في عمان دانييل نيفو عقب الحادث، وأكد له أن السلطات الأردنية تحقق في الحادث وتبذل كل الجهود لاعتقال مرتكبيه وبأسرع وقت ممكن. من جهة اخرى، اصيب سكان منطقة الجندويل غرب عمان بحالة من الهلع ظهر امس بعد سماعهم دوي انفجار شديد في كراج إحدى العمارات السكنية حيث ربط السكان بين الحادث والانفجار الذي استهدف سيارات السفارة الإسرائيلية اول من امس وتهديدات «القاعدة». لكن مصادر الدفاع المدني أكدت ان الحادث وقع نتيجة تسرب غاز الطبخ في غرفة حارس العمارة.