استعاد المنتخب الجزائري توازنه وعافيته وأنعش آماله في المرور للدور الثاني من البطولة الأفريقية للأمم 2010 المقامة في أنغولا، وذلك عقب تغلبه على مالي في اليوم الثاني للمجموعة الأولى (1/صفر). ورفع «الخضر» رصيدهم إلى ثلاث نقاط في الصف الثاني بترتيب المجموعة وراء أنغولا (أربع نقاط). ويكفيهم التعادل في المباراة الثالثة أمام أنغولا البلد المضيف شريطة فوز مالي على المالاوي مهما كان فارق الأهداف. وأعرب المدرب رابح سعدان عن «سعادته بالفوز»، مؤكداً أنه « جاء ليثأر لنفسه ممن انتقدوه بعد المباراة الأولى». وأضاف: «اليوم أدينا مقابلة كاملة، إذ أظهرنا وجهاً مغايراً على مستوى خطة اللعب مطبقين خطة (4-3-2-1) والتي سمحت لنا بالتحكم أحسن في مجريات المباراة». وتابع: «لقد تأثرنا كثيراً بالهزيمة في اللقاء الأول أمام مالاوي (صفر-3). لقد قبلنا الانتقادات وكان لزاماً علينا تحقيق رد فعل إيجابي وإظهار الوجه الحقيقي للفريق». وأوضح: «الحرارة كانت مقبولة عشية المباراة، وهو ما مكننا من تقديم وجه طيب والتحكم في مجهوداتنا لإنهاء المباراة في ظروف طيبة من دون أن نحس بالإرهاق. وسنسترجع قوانا حتى نخوض المباراة المقبلة في أحسن الظروف و العمل على تحقيق التأهل للدور ربع النهائي». من جانبه وصف كريم زياني، لاعب وسط «الخضر»، الفوز أمام مالي بأنه «فوز الإرادة»، مؤكداً أن «اللاعبين تعاهدوا على تحقيق الفوز، وهو ما تحقق والحمد لله». واختير رفيق حليش، مدافع ماديرا البرتغالي، أفضل لاعب بالمباراة بفضل أدائه المميز في الدفاع والهجوم الذي تكلل بإحراز الهدف الوحيد باللقاء. وأجرى المنتخب الجزائري، أمس الجمعة، حصة تدريبية على الثالثة والنصف زوالا في جو يسوده الهدوء والطمأنينة بعد أن نجح في حصد أول ثلاث نقاط بالبطولة. وسيجري حصتين أخريين اليوم وغداً تحسباً لمباراته الفاصلة الاثنين المقبل أمام منتخب البلد المضيف أنغولا. ويصرّ سعدان على إجراء هذه الحصص من دون حضور الجمهور والصحافة الجزائرية «نكاية فيمن يخربون المنتخب» على حد تعبير المدرب الجزائري. وقال سعدان، أمس، للإذاعة الجزائرية: «إنه لن يتعامل برفق ولطف بعد اليوم مع هؤلاء الذين حاولوا تعكير الأجواء داخل المنتخب وذهبوا إلى حد الإعلان بتقديمي الاستقالة وتشابكي مع اللاعب لموشية أو بين الحارسين شاوشي وأوسرير» في إشارة لرجال الصحافة الجزائريين الذين «ذبحوا المنتخب» على حد تعبير رئيس إتحاد الكرة محمد روراوة. وأفيد أن لاعب الوسط مراد مغني قد يشترك في المباراة الثالثة بعد بداية تعافيه من الإصابة التي تسببت بإبعاده عن المنتخب منذ أسابيع وفي المباراتين الأوليين أمام مالاوي. في حين يستبعد أن يتم إشراك المدافع عنتر يحيى لعدم تماثله للشفاء بعد. وعلى رغم أن الفوز أمام مالي كان كافياً للمدرب رابح سعدان ولاعبيه بالرد على منتقديهم والمشككين في قدراتهم، إلا أن الانتقادات لا تزال تطال المدرب الوطني بسبب غياب الفاعلية لدى الخط الأمامي و تحول الخط الدفاعي إلى مهمة إحراز الأهداف. ومنذ بدء التصفيات المؤهلة للمونديال تعاقب أغلب المدافعين على إحراز أهداف حاسمة للخضر كما الحال بالنسبة لبلحاج أمام زامبيا ثم عنتر يحيى أمام مصر بأم درمان وأخيراً حليش أمام مالي، في حين اصيب المهاجم عبدالقادر غزال بعقم التهديف وتراجع أداء صايفي وأبعد جبور وغيلاس من قائمة 23 لنقص الفورمة ما يجعل مهمة الناخب الوطني صعبة لفك شيفرة العقم الذي لا يزال يلازم الخط الأمامي.