لا تزال الخرافات التي تحيط بمرض «المهق» (البرص)، في مناطق متفرقة حول العالم، تلاحق المصابين به، وقد تودي بحياه عدد منهم، الأمر الذي أثار حفيظة المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان، ودفع الأممالمتحدة إلى تسمية يوم 13 حزيران (يونيو) من كل عام ب«اليوم العالمي للتوعية بالمهق». وذكرت صحيفة «إنترناشيونال بيزنس تايمز» البريطانية أن المصابين بهذا المرض الجلدي، يُطلق عليهم اسم «أعداء الشمس»، نسبة إلى معاناتهم من مشاكل عدة تتعلق بالحساسية من الضوء في البصر والجلد، ناتجة من المرض الوراثي الذي يتسبب في غياب صبغة معينة في الأعين والجلد والشعر. ويمنع المورث المسبب ل«المهق» جسم المصاب من صنع الكميات الطبيعية من صبغة تدعى «ميلانين»، وكذلك يسبب مشاكل في الرؤية بدرجات مختلفة، سواء قصر النظر أم طوله. ويكون مرضى «المهق» الشامل بشعر أبيض كالكتان، وعينين زرقاوين، وجلد أبيض شاحب، ما يميز شكلهم عن باقي الأفراد. في بعض الحالات، لا يكون غياب صبغة الشعر كاملاً، فيظهر الشعر أصهباً فاتحاً أو متوسطاً بدلاً من الأبيض، وغالباً تكون للمصاب بالمهق بشرة يفوق شحوبها باقي أفراد عائلته. ويعاني المصابون بهذا المرض من ممارسات الاضطهاد والتمييز في بعض البلدان. وحظرت الحكومة في تنزانيا في كانون الثاني (يناير) الماضي عمل السحرة الذين يعملون في الطب في محاولة لوقف موجة متصاعدة من الهجمات وجرائم القتل ضد الأشخاص المصابين ب«المهق» الذين تستخدم أعضاؤهم في أعمال السحر، وذلك بعد خطف طفلة مصابة بالمهق تبلغ من العمر أربع سنوات من منزلها على يد جماعة مسلحة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالة لمناسبة «اليوم العالمي الأول للتوعية بالمهق» الأسبوع الماضي، عن قلقه إزاء استمرار ورود تقارير عن تعرض المصابين ب«المهق» بمن فيهم الأطفال والنساء وذوو الإعاقة والمسنون، لانتهاكات شنيعة ولأعمال القتل والاعتداءات. ودعا الحكومات إلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتوفير حماية أكبر للمعرضين منهم للخطر، ولتعزيز السبل القانونية للتصدي للجرائم التي تؤثر على هذه الفئة الضعيفة.