يشكّل الانتحار في الصين 26 في المئة من حالات الانتحار العالمية، وفق إحصاء نُشر في عام 2009 أعدّته «منظمة الصحة العالمية»، ويُعد السبب الخامس لحالات الوفيات في الصين، والرئيسي لوفاة الفتيات. وترتفع النسبة في المناطق الريفية مرتين إلى خمس مرات عنه في المدن. وعلى عكس الدول الغربية، فإن معدلات الانتحار في الصين أعلى بين النساء. وكشفت دراسة لمجلة «لانست» العلمية البريطانية أن الفترة ما بين عامي 1995 و1999، مثّلت حالات الانتحار في الصين 23.2 في المئة من بين كل 100 ألف شخص سنوياً، أي ارتفاع نسبة الانتحار بشكل كبير خلال تلك الفترة، لكنها انخفضت في بداية عام 2013 إلى 14 في المئة، ما دفع الكثير من المراكز والخبراء إلى دراسة الظاهرة والوقوف على أسبابها. وتشير الدراسات إلى أن الفقر أحد أهم الاسباب التي تؤدي إلى الانتحار بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي تواجهها الفتيات في الريف الصيني من إرغامهنّ على الزواج بسبب الحالة الإقتصادية إلى التقدم في السن. ويقول عالم الاجتماع الصيني جينك جون من جامعة «تسينغ وا» في بكين إن زيادة الهجرة إلى المدن تزامنت بشكل دقيق مع انخفاض حالات الانتحار في الريف، بعدما كانت معدلات الانتحار بين الريفيات، الأعلى في الصين بشكل عام. وأوضح جون أن الضغوط والاكتئاب لا يزالان في مقدمة الأسباب الرئيسية وراء الانتحار في الصين إذ يُقدم 287 ألف شخص على إنهاء حياتهم سنوياً. وأجمعت الدراسات على أن الأسباب وراء تراجع معدلات الانتحار بين النساء (أقلّ من 35 عاماً) في الصين، خصوصاً في الريف هي النهضة الاقتصادية وتوافر فرص العمل وتزايد معدلات الهجرة إلى المدن، بعدما رفعت السلطات الصينية الحظر الذي كان مفروضاً.