قالت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان ل «الحياة» ان زيارة الرئيس بشار الاسد للسعودية تدل الى «دفء وعمق العلاقات بينه وبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبين سورية والسعودية»، معتبرة ان المحادثات بين الجانبين «ستصب في صالح الدول العربية جميعا»، مشيرة الى انها ركزت في جزء منها على التحضير للقمة العربية المقررة في ليبيا في نهاية آذار (مارس) المقبل. وواصل الرئيس الاسد امس زيارته للسعودية، بعدما اجرى محادثات مع الملك عبد الله. وقالت شعبان ان الزيارة التي تنتهي اليوم تضمنت «برنامجا رسميا وبرامج اخرى لتأكيد الود والدفء والتطور في العلاقات السورية - السعودية». واوضحت ان محادثات القمة اول من امس تناولت «التطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والإرادة المشتركة لتوطيد التعاون بينهما ليشمل مجالات مختلفة تسهم في الارتقاء بالعلاقات التاريخية التي تجمع شعبي البلدين». وقالت ان الجانبين اعربا عن «الارتياح الى تطور العلاقات السورية - اللبنانية. ونتوقع ان تسير هذه العلاقات من حسن الى الاحسن لما فيه خير البلدين والشعبين»، مشيرة الى ان خادم الحرمين والرئيس السوري «عبرا عن ارتياحهما الى لأجواء الايجابية السائدة في لبنان، وأكدا دعمهما لكل ما من شأنه تعزيز هذه الأجواء». وعن الموضوع الفلسطيني، اوضحت ان موضوعي المصالحة الفلسطينية وضرورة رفع الحصار عن غزة كانا حاضرين بقوة في المحادثات بين الزعيمين باعتبار ان «المصالحة امر جوهري لمعالجة الوضع الفلسطيني». وقالت شعبان، في لقاء مع صحافيين امس، ان سورية «لا تبحث عن دور، بل هي تريد مساعدة اي طرف يرغب او قادر على تحقيق المصالحة الفلسطينية». واضافت:»نريد تحقيق المصالحة في اي مكان او زمان. المهم ان تتحقق لانها اساسية لاستعادة الحقوق الفلسطينية والمستفيد الوحيد من الانقسام هو الطرف الاسرائيلي». وعلم ان الجانب السوري لا يطرح «مبادرة محددة» ازاء الاوضاع في اليمن وان ما جرى هو «نقاش معمق ومستفيض عن الموضوع». وكان ناطق رئاسي قال ان الملك عبدالله والرئيس الاسد «عبرا عن حرصهما على وحدة واستقرار اليمن، كما جدد الرئيس إدانة سورية الاعتداءات التي تعرضت لها الأراضي السعودية، مؤكداً دعم سورية الثابت لحق السعودية في الدفاع عن سيادتها». وكان الموضوع العراقي حاضرا ايضا في المحادثات، اذ أعرب الطرفان عن أملهما في أن تشكل الانتخابات العراقية المقبلة «حجر أساس في وحدة الشعب العراقي وتحقيق أمن العراق واستقراره» بحيث تؤدي هذه الانتخابات الى «مرحلة افضل». وبدا واضحا ان القمة السورية - السعودية تناولت «جميع الملفات العربية». وقالت شعبان ل «الحياة» ان تطور العلاقات بين الجانبين «يصب في صالح الدول العربية جميعا وفي صالح استعادة الحق العربي، ذلك ان محادثات الملك عبد الله والرئيس الاسد جاءت في لحظة تواجه فيها الامة العربية تحديات كبيرة في فلسطين واليمن. وان التشاور في هذين الامرين ضروري»، مشيرة الى ان القمة تناولت «في جزء اساسي منها التركيز على التحضير للقمة العربية واعداد الملفات في محاولة للمساهمة في انجاح القمة لما فيه صالح الامة العربية». وفي الرياض، افادت «وكالة الأنباء السعودية» بان الرئيس الأسد زار أمس المنطقة التاريخية في مدينة جدة القديمة، يرافقه مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز. وشملت الزيارة قصر نصيف الأثري والمسجد الجامع وعدداً من البيوت الأثرية بها. واستمع الأسد، خلال الجولة من المدير العام للسياحة والثقافة في أمانة جدة المهندس سامي نوار، إلى نبذة تاريخية عن مدينة جدة القديمة. وتسلم في نهاية الجولة هدية تذكارية لهذه المناسبة. الرياض ودمشق... وخطوات ديبلوماسية نحو إنهاء أزمات المنطقة