جدد اليمن أمس تصميمه على «تطهير أراضيه» من تنظيم «القاعدة»، محذراً المواطنين من التستر على عناصره وداعياً إياهم إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية للقبض عليهم، في وقت هدد علماء دين يمنيون بالدعوة إلى «الجهاد» في حال حصول أي تدخل عسكري أجنبي في البلاد في إطار الحرب على الإرهاب. وقال مصدر رسمي في بيان نشرته وزارة الدفاع على موقعها الألكتروني ان «اليمن مصمم على تطهير أراضيه من عناصر القاعدة، والعمليات ستتواصل بصورة مكثفة ولن يترك المجال لعناصر القاعدة ان يلتقطوا أنفاسهم». وحذر البيان المواطنين من «التستر على أي عناصر من تنظيم القاعدة»، داعياً إياهم الى «التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي عناصر» من القاعدة. وشدد على ان «الحرب التي تشنها الأجهزة الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة مفتوحة أينما وجدت تلك العناصر وفي أي منطقة كانت». وكانت الحكومة اليمنية اعلنت قبل يومين ان قواتها قتلت القيادي في القاعدة عبدالله المحضار في شبوة بشرق اليمن حيث يعتقد ان كبار قادة التنظيم يتحصنون. وفي مؤتمر عقدوه امس في صنعاء، قال علماء دين يمثلون مختلف المناطق اليمنية في بيان انه «في حال إصرار اي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد او التدخل العسكري فإن الإسلام يوجب على ابنائه جميعاً الجهاد لدفع العدوان». وشدد البيان الذي تلاه عضو مجلس النواب الشيخ عارف الصبري، وحمل توقيع 150 عالم دين، على «الرفض الكامل لأي تدخل خارجي سياسي أو أمني أو عسكري في شؤون اليمن، ورفض أي وجود أو اتفاقية أو تعاون أمني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية». وأكد العلماء «الرفض المطلق لإقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية أو مياهها الإقليمية». ودان العلماء في بيانهم «قتل الابرياء وسفك دمائهم في محافظات أبين وشبوة وأرحب» خلال العمليات الاستباقية التي قالت السلطات اليمنية إنها استهدفت تجمعات ومراكز تدريب لعناصر «القاعدة» يومي 17 و 24 (كانون الأول) ديسمبر الماضي، وأكد البيان «تجريم أي قتل خارج الإطار الشرعي ومن دون محاكمة عادلة»، ودعوا إلى «تشكيل لجنة من العلماء والقضاة والخبراء للنظر في هذه الحوادث وأسبابها وآثارها وإيجاد الحلول الشرعية لها». وفي المقابل أكد العلماء «تحريم الإسلام قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم»، في اشارة الى الأعمال «الإرهابية» التي يرتكبها عناصر تنظيم «القاعدة» ضد السياح الجانب والمصالح اليمنية والأجنبية، وشددوا على إحالة أي مرتكب لهذه الأعمال إلى «القضاء الشرعي». وبين الموقعين على البيان الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهو رجل دين يمني نافذ تتهمه واشنطن بدعم الارهاب، وكان حاضراً ايضاً خلال المؤتمر الصحافي. وكثف اليمن، حليف الولاياتالمتحدة في الحرب على الارهاب، عملياته العسكرية ضد «القاعدة» التي تبنت محاولة تفجير طائرة ركاب اميركية يوم عيد الميلاد نفذها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي اقام لفترة في اليمن. غير ان صنعاء رفضت أي تدخل عسكري اجنبي في اراضيها، في حين اكد البنتاغون ان الدور الاميركي في اليمن محصور بالتدريب والاستخبارات. من جهة ثانية، قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في مقابلة مع وكالة «رويترز» امس أن بلاده التي تواجه مجموعة كبيرة من المشكلات الأمنية والإقتصادية يحتاج الى مساعدات بنحو بليوني دولار سنوياً لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته ويحتاج الى مثلي هذا المبلغ لاحداث تحول في اقتصاده. ورداً على سؤال عن حجم المساعدات المطلوبة لإنقاذ اقتصاد البلاد الذي يعاني في ظل زيادة حادة في عدد السكان وانخفاض عائدات النفط، أوضح القربي «أعتقد أننا نتحدث عن نحو أربعة بلايين دولار سنوياً». وأضاف أن «الحد الادنى للمساعدات التنموية التي يحتاجها اليمن سنوياً هو بليوني دولار لكن اذا أردت تأثيراً حقيقياً وتغييراً حقيقياً في الاقتصاد ومستويات معيشة السكان وتلبية الاحتياجات الاساسية للشعب اليمني فاننا نحتاج أكثر من ذلك». ومن المقرر عقد مؤتمر حول اليمن دعت اليه بريطانيا في لندن اواخر الشهر الجاري للبحث في كيفية مواجهة التطرف وتنسيق المساعدات. وعلى صعيد المواجهات مع «الحوثيين» في شمال البلاد، قالت وزارة الداخلية امس ان افراداً من قبيلة الشولان قتلوا عشرة من المتمردين في اشتباك وقع بين الطرفين عندما حاول مسلحون التسلل الى احد منازل قريتهم. وفي برلين، قالت مجلة «در شبيغل» الالمانية ان محتجزي الالمان الخمسة (زوجان واولادهما الثلاثة) يطلبون مليوني دولار للافراج عنهم وحصانة كاملة من الملاحقة القضائية.