يقوم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بزيارة رسمية لفرنسا هي الأولى لدولة غربية منذ توليه منصبه، الخميس 21 والجمعة 22 الجاري، يلتقي خلالها الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يقيم مأدبة غداء على شرفه في قصر الإليزيه الجمعة، كما يلتقي رئيس الحكومة فرانسوا فيون الذي يقيم أيضاً مأدبة غداء على شرفه في اليوم الأول من زيارته في قصر رئاسة الحكومة ماتينيون. ويبدأ الحريري زيارته صباح الخميس بلقاء مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقر إقامته. ويلتقي بعد الظهر رئيس مجلس النواب برنار أكويي في مقر البرلمان ومساء يقيم رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه مأدبة عشاء على شرفه. ويلتقي الحريري صباح الجمعة المجلس الفرنسي لأرباب العمل ويستقبل بعد ذلك في مقر إقامته رئيس «معهد العالم العربي» دومينيك بوديس قبل لقائه الرئيس ساركوزي في لقاء عمل يقتصر على ستة أشخاص من كل جانب. ويزور الحريري مركز قوة التدخل الفرنسي العسكرية في ساتوري حيث تم تدريب حرسه الخاص. ويقيم سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر حفلة استقبال على شرفه، ويلتقي مجلس السفراء العرب المعتمدين في فرنسا. ويظهر من برنامج الزيارة أن باريس توليها أهمية كبيرة، وتعطيها طابع برنامج زيارة رسمية مهمة لرئيس حكومة بلد صديق ومهم لفرنسا. ورأت مصادر فرنسية ان باريس ترى وجوب دعم الحريري ومساعدته على النجاح في مهمته كرئيس حكومة تمثل الوفاق للبنان. واعتبرت المصادر أن ما يتردد عن توقع عدم نجاح الحكومة اللبنانية الحالية في بعض وسائل إعلام في لبنان، يخالف الانطباع الفرنسي، ملاحظة أن «التيارات المعارضة في الحكومة من حزب الله الى الوزراء المحسوبين على العماد ميشال عون يبدون رغبة بالتعاون معه وإعطائه الفرصة للنجاح». وأوضحت ان المواضيع التي ستطرح خلال زيارة الحريري، هي الأوضاع الإقليمية وبعض جوانب التعاون الاقتصادي، «ولو لم يتم توقيع اتفاقات جديدة»، مع العلم ان وزيرة المال كريستين لاغارد كانت زارت لبنان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ووقعت مع نظيرتها اللبنانية ريا الحسن اتفاقاً يمدد القرض الفرنسي للبنان ل 2010 وقيمته 500 مليون يورو، صرفت منه 150 مليوناً وما تبقى مرفق بشروط من الدولة الفرنسية وضعت في إطار مؤتمر باريس - 3 بين الحكومة الفرنسية وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة». واستبعدت المصادر ذاتها تليين هذه الشروط من الجانب الفرنسي «لأنه لم يتم بعد حسم ذلك والحكومة الفرنسية ستسأل الحريري عن تقييمه لما يمكن للبنان القيام به من اصلاحات وخصخصة قبل اتخاذ اي قرار بتليين الشروط». وعن زيارة الحريري دمشق، قالت المصادر ان «معلومات باريس عنها انها كانت ناجحة من ناحية أنها بداية مسار للتطبيع وإيجاد حل لكل الملفات العالقة بين البلدين بعيداً من الأضواء». الى ذلك، نقلت مصادر اوروبية مطلعة عن وزير الخارجية اللبناني علي الشامي قوله عن مشكلة بلدة الغجر انها «ليست المشكلة كما يصورها الإعلام ولكن المشكلة ان الإسرائيليين أتوا بالسكان الى الجزء الشمالي من البلدة وشيدوا فيها أبنية وينبغي كي يكون هناك انسحاب أن ينتقل كل هؤلاء السكان الى الجزء الآخر من البلدة»، موضحاً ان ذلك «قد يؤدي الى مشاكل إنسانية ستتم معالجتها مع القوات الدولية». ونقلت المصادر ذاتها عن الشامي قوله ان اسم بلدة الغجر هو دير عباسية، «ما فاجأ الأوروبيين».