بعد أشهر من المفاوضات المكثفة تبدأ القوى العظمى وإيران اليوم (السبت)، نهاية أسبوع من المحادثات الحاسمة والتي تعتبر الشوط الأخير قبل التوصل إلى إبرام اتفاق تاريخي محتمل في شأن البرنامج النووي الإيراني. وصدرت رسائل توفيقية عن الولاياتالمتحدةوإيران أمس، حيث رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالجهود الصادقة من قبل جميع الأطراف، فيما تحدث نظيره الإيراني محمد جواد ظريف عن تحديات مشتركة خاصة في مكافحة التطرف. وقبل أربعة أيام من المهلة المحددة مبدئياً للتوصل إلى تسوية في شأن الملف النووي الإيراني، قال ظريف "لم نكن يوماً أقرب من التوصل إلى اتفاق، حتى وأن لم يكن هذا الاتفاق أمراً مؤكداً بعد". وفي رسالة مسجلة نشرت على موقع "يوتيوب "تحدث ظريف عن فتح آفاق للتعاون في المستقبل في حال توقيع الاتفاق، وقال "إننا مستعدون لفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات الكبيرة والمشتركة. إن التهديد المشترك اليوم هو تصاعد الخطر للتطرف العنيف والهمجية" في تلميح إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وتهدف المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق يضمن خلو البرنامج الإيراني من أي بعد عسكري، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد ايران. وتقود الولاياتالمتحدة تحالفاً دولياً ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية، ولكن لا تشارك فيه إيران التي تدعم من جهتها النظامين العراقي والسوري في مواجهة التنظيم المتطرف. وبموجب القانون الجديد فإنه في حال تلقي "الكونغرس" الأميركي نص اتفاق بحلول التاسع من تموز(يوليو) الجاري، فسيكون أمامه مهلة شهر لإبداء الرأي، لكن في حال تجاوز ذلك التاريخ تصبح مهلة مناقشته 60 يوماً، مما يؤدي إلى تأخير تطبيق الاتفاق ومضاعفات وتعقيدات إضافية. وفي موازاة المحادثات المكثفة، قام مدير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" يوكيا أمانو أمس في زيارة ليوم واحد إلى طهران، حيث التقى الرئيس حسن روحاني وتحدث عن تفهم أفضل بين إيران ووكالته. والتوصل الى اتفاق نهائي سيكون له انعكاسات دولية مهمة، إذ سيفتح الطريق أمام تقارب قد بدأ فعلاً بين الولاياتالمتحدةوإيران، وأمام عودة الجمهورية الإسلامية إلى الساحة الدولية.