قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس، إن برلين تريد توضيحاً سريعاً لمدى صحة أحدث التقارير عن نشاطات تجسس أميركية طاولت المستشارة انغيلا مركل ومسؤولين ألمانيين. وأعرب شتاينماير عن أمله في أن تتعاون واشنطن في ذلك. يأتي ذلك غداة نشر وسائل إعلام ألمانية الأربعاء، أن وكالة الأمن القومي الأميركية تنصتت على عدد من الوزراء الألمان من بينهم وزيرا الاقتصاد والمال، إضافة إلى مركل. وقال ستيفن سيبرت الناطق باسم مركل الخميس، إن الحكومة الألمانية تتعامل بجدية مع أحدث التقارير في شأن عمليات تجسس أميركية على وزراء بارزين وان هذا يضع ضغوطاً على التعاون الأمني الحيوي بين البلدين. وهذه التقارير هي أحدث تطور في فضيحة مستمرة منذ فترة طويلة، أثارها ما كشف عنه إدوارد سنودن المتعاقد السابق في وكالة الأمن القومي من عمليات تجسس واسعة النطاق نفذتها الولاياتالمتحدة بحق أقرب حلفائها. وفي تحرك غير معتاد، استدعى بيتر ألتماير كبير الموظفين في المستشارية الألمانية السفير الأميركي في برلين جون إيميرسون وطالبه بتفسير لهذه التقارير. وأبلغ ألتماير السفير أن القانون الألماني يجب أن يحترم وأن أي انتهاكات ستكون موضع مساءلة. وفي واشنطن، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي استدعاء السفير إلى مقر المستشارية في برلين، لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل. ونفى أن يكون للتقارير أثر سلبي على العلاقات بين البلدين. وقال كيربي: «ما يمكنني أن أبلغكم به، هو أنه لم يتغير شيء في العلاقات القوية التي بيننا والتي سنستمر في الحفاظ عليها مع ألمانيا». وأوردت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» وشبكة «إيه آر دي» الإذاعية الألمانيتان أن وكالة الأمن القومي الأميركية استهدفت 69 هاتفاً وجهاز فاكس في إدارة الحكومة الألمانية. واستندا في تقاريرهما إلى وثائق نشرها موقع «ويكيليكس» على الإنترنت. وعلق وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل وهو أيضاً نائب للمستشارة الألمانية بالقول إنه يشعر بالقلق من مخاطر التجسس الصناعي وخصوصاً في ضوء علاقة وزارته مع شركات. وأضاف: «إنه شيء عبثي مستمر». وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن بلاده ستدرس المزاعم الأخيرة. وأضاف: «أصبحنا أكثر فقداناً للثقة» مع الأميركيين.