ارتفعت أسعار النفط أمس لتتعافى جزئياً من تراجع بين 2.5 وأربعة في المئة في الجلسة السابقة، مع ارتفاع المخزون الأميركي للمرة الأولى في شهور بفعل زيادة الإنتاج. وإثر انخفاضه 4.2 في المئة أول من أمس سجل عقدُ أقرب استحقاق للخام الأميركي 57.15 دولار للبرميل، مرتفعاً 19 سنتاً عن التسوية الأخيرة. وارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» 32 سنتاً إلى 62.33 دولار للبرميل بعدما تراجعت 2.5 في المئة في الجلسة السابقة. ومع دخول النصف الثاني من السنة يختبر الخام الأميركي مستوى الدعم عند الحد الأدنى لنطاق 57 إلى 62 دولاراً للبرميل الذي لم يخرج منه منذ أوائل أيار (مايو). وتوقعت مؤسسة «فيليب فيوتشرز» في سنغافورة «تماسك مستوى الدعم هذا» مضيفة أن العوامل النزولية للأسبوع الحالي محسوبة في الأسعار بالفعل. وكان التراجع الحاد للخام الأميركي في اليوم السابق جاء بعد بيانات حكومية أظهرت ارتفاع المخزون 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي في زيادة أسبوعية هي الأولى منذ نيسان (أبريل). وترجع زيادة المخزون إلى إنتاج أميركي قوي. وجاء في مذكرة أصدرها مصرف «باركليز» إثر نشر البيانات: «في وجه عام جاء الإنتاج مدعوماً بزيادة من خليج المكسيك». من جهة أخرى نقل بيان أن إقليم كردستان العراق صدر نحو 571.2 ألف برميل نفط يومياً عبر خط أنابيب يمتد إلى تركيا في حزيران (يونيو). إلى ذلك قال الرئيس التنفيذي لشركة «رويال داتش شل»، بن فان بيوردن، في مقابلة مع «فايننشال تايمز» إن قرار منظمة «أوبك» عدم خفض إنتاجها من النفط أحدث ضغوطاً على منتجي الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة، ما أدى بدوره إلى كبح جماح طفرة الطاقة الأميركية. واعتبر في المقابلة أن قرار «أوبك» في مواجهة الارتفاع الهائل للإنتاج الأميركي والطلب الأقل من التوقعات على النفط، بعث إشارات قوية على أن الرياض «لن تتعهد خفض السعر» عبر استغلال إمداداتها في إحداث التوازن بالسوق. ولم يصل رئيس «شل» إلى حد توقع هبوط حاد في الإنتاج الأميركي وقال إن جهود الشركات لخفض الكلفة وتحسين الكفاءة تعني ترجيح استقرار الإنتاج عند المستويات الحالية لبعض الوقت. وكانت «أوبك» قررت خلال اجتماعها الأخير الإبقاء على سياستها من دون تغيير وسط إشارات على أن هبوط أسعار النفط نحو 50 في المئة منذ حزيران (يونيو) 2014، يعزز الطلب ويهدئ وتيرة طفرة النفط الصخري في الولاياتالمتحدة.