«الصورة أبلغ من صوت الرصاص»، عبارة وصفت صورة تداولها عدد كبير من السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، ولقيت بعدها رواجاً كبيراً، بعد أن نشرها الناشط سيد الطيب على صفحته الشخصية في «فايسبوك» قبل أن يُعثر على الشخص الذي التقطها. وكان المهندس حسان عبدالله التقط صورة لطفل يقف حائراً واضعاً يديه خلف رأسه وهو ينظر إلى أطفال داخل مدرسة كبيرة في وسط العاصمة السودانية الخرطوم. وما لبثت أن أثارت هذه الصورة جدلاً واسعاً حول حق الأطفال في التعلّم، وسارع كثيرون الى التعليق على الصورة، معربين عن استعدادهم إلى التبرع بدفع تكاليف تعليم الطفل. إلاّ ملتقطَها حسان عبدالله كان الأسرع، إذ عاد في اليوم التالي وبحث عن الطفل وتكفّل بتكاليف دراسته في المدرسة ذاتها التي كان يقف الولد أمامها، وهي من المدارس الخاصة الراقية في الخرطوم. وتكفّل مدير المدرسة بتقديم منحة تعليم لشقيق الطفل أيضاً. وعلّق فيصل الجيلي على الصورة: «هذا الطفل لا يفهم معنى العدالة الاجتماعية أو المساواة... كل الذي يعيه الآن أنه يريد أن يعيش ويتعلم ويلبس مثل أقرانه أولئك». وقال طارق مصطفى: «الصورة قالت كل شيء... وأي تعليق يشوه قولها». وكتبت أم لين: «يا وجع قلبي... صورة توجع القلب، بل تقتل، أين نفرّ من ضمائرنا؟ كلنا شركاء في هذه المأساة». ويشهد قطاع التعليم الحكومي في السودان تدهوراً كبيراً، خصوصاً بعد هجرة أعداد كبيرة من المعلمين، وأصبح الاقبال أكبر على التعليم الخاص.