وصلت امرأة سعودية أخيراً برفقة ثلاثة من أبنائها إلى مواقع تنظيم «داعش» في سورية، بعد أن قطعت وعداً بأنها ستشهد أول أيام شهر رمضان المبارك في «أرض الخلافة» – بحسب زعمها - إذ أعلنت بعد وصولها بأنها ستقوم قريباً بعملية انتحارية. واختارت السعودية (تحتفظ «الحياة» باسمها) أن تشق طريقها إلى «داعش» انطلاقاً من مكان إقامتها في محافظة ساجر (270 كيلومتراً شمال غربي الرياض)، مروراً بمكةالمكرمة، ووصولاً إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، الذي كان شاهداً على حكايتها، وحكاية عدد من النسوة اللاتي هربن معها إلى «داعش». وكشف مصدر مقرب من عائلة المرأة السعودية الهاربة للتنظيم ل«الحياة» أمس أنها تبلغ من العمر (40 عاماً) وتعمل معلمة، وذهبت مع أسرتها إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة، قبل أيام من حلول شهر رمضان. وبينما كانت تقيم في أحد الفنادق القريبة من الحرم المكي برفقة والدتها، خرجت بصحبة أطفالها الثلاثة، لشراء بعض المستلزمات بحسب ما أخبرت والدتها، إلا أن غيابها طال، ولم تعد. وأشار المصدر (فضّل عدم الكشف عن اسمه) أنه بعد طول انتظار، قررت الأم أن تتصل على ابنتها، فأخبرتها بأنها قريبة، وستعود حالاً، وبعدها بدقائق تلقت والدتها رسالة نصية منها، تخبرها بأنها حالياً في مطار جدة، وأنها في طريقها للسفر برفقة بعض النسوة للالتحاق بتنظيم «داعش». وأوضح أن والدتها أغشي عليها بعد قراءتها للرسالة، قبل أن يصل أحد أبنائها إلى الفندق ليفاجأ بها ملقاة على الأرض، فهرع لنقلها إلى أحد المستشفيات في العاصمة المقدسة. وبعد أن أفاقت أخبرتهم بما حدث، فسارعوا لإبلاغ الجهات الأمنية، إلا أن البلاغ كان متأخراً جداً، إذ كانت وأطفالها الثلاثة والنساء المجهولات على متن الطائرة باتجاه تركيا، بوابة الوصول إلى «داعش». ولفت المصدر إلى أن المرأة السعودية مُطلقة، وتعمل معلمة في إحدى المناطق القريبة من العاصمة الرياض، وأن هناك محاولات تبذل لإعادة أطفالها الثلاثة، والذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12عاماً. وعلمت «الحياة» بأن المرأة المذكورة سبق أن أوقفت مدة عامين في سجن ساجر، وعُرفت بأنها متشددة، وتتحدث كثيراً عمّن سمتهم «المجاهدين»، وعن «فضل» العمليات الانتحارية، لا سيما بعد تعرفها على عدد من النسوة في منطقة القصيم.