أعلن «برنامج الأغذية العالمي» أنه قد يضطر إلى تنفيذ خفض أكبر في المساعدات الغذائية للاجئين السوريين في لبنانوالأردن بسبب النقص الحاد في التمويل.وقال المدير الإقليمي للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا، مهند هادي: «بينما كنا نعتقد أن الوضع لا يمكن أن يزداد سوءاً، أصبحنا مرة أخرى مضطرين إلى إجراء خفض أكثر شدة». وأشار إلى ان «اللاجئين كانوا يكافحون بالفعل للتكيف مع القليل الذي أمكننا توفيره لهم». وأكد البرنامج في بيان أنه سيخفض خلال الشهر الجاري، قيمة القسائم الغذائية، أو «البطاقات الإلكترونية» في لبنان إلى النصف، مقدماً ما قيمته 13.5 دولار أميركي فقط للشخص الواحد في الشهر. وفي الأردن، يخشى البرنامج أن يضطر، اذا لم يتلق تمويلاً عاجلاً قبل آب (أغسطس)، إلى وقف كل المساعدات للاجئين الذين يعيشون خارج المخيمات، تاركاً حوالى 440 ألف شخص من دون أي غذاء. وجاء هذا الإعلان في وقت أطلقت دولة الإمارات حملة «سلمى» للإغاثة الغذائية العاجلة للمتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية بالتعاون مع برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة. وتهدف الحملة إلى إنتاج وتوزيع وجبات مغلفة ومطابقة لمعايير الجودة الغذائية وطويلة الأمد وحلال، علماً أن البرنامج انطلق العام الماضي تحت رعاية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كجزء من مبادرات دبي كعاصمة للاقتصاد الإسلامي، كما نجح البرنامج بحصد جائزة الاقتصاد الإسلامي عن فئة الصحة والغذاء لعام 2014. يُذكر ان تمويل برنامج الأغذية يتم من تبرعات الحكومات والشركات والأفراد. ولكن عمليته الإقليمية لمساعدة اللاجئين تعاني نقصاً في التمويل بنسبة 81 في المئة. وأكد البرنامج انه يحتاج بسرعة إلى 138 مليون دولار للاستمرار في مساعدة اللاجئين في الأردنولبنان ومصر، وتركيا والعراق، خلال أيلول (سبتمبر) المقبل. ومنذ مطلع السنة، يبذل «برنامج الأغذية» جهوداً حثيثة لإتاحة التمويل لضمان استمرار تقديم المساعدة إلى الأسر الأكثر حاجة، معطياً لها أولوية. ومع ذلك، أجبرته الموارد المحدودة على الحد من تقديم المساعدات إلى 1.6 مليون لاجئ سوري في خمسة بلدان. وقال هادي: «نحن قلقون جداً من أثر هذا الخفض على اللاجئين والبلدان المضيفة لهم». وأضاف: «تتخذ الأسر إجراءات صعبة للتكيف مع الوضع، مثل سحب أطفالهم من المدارس، وتقليص عدد وجبات الطعام، والاستدانة للبقاء على قيد الحياة، وهي أمور اذا استمرت طويلاً فقد تكون مدمرة». وفي 2014، حصل «برنامج الأغذية» على مساهمات دولية بلغت 5.38 بليون دولار، بزيادة 27 في المئة عليها في 2013، استجابة لعدد غير مسبوق من حالات الطوارئ في أماكن مثل سورية والعراق وجنوب السودان، وبلدان غرب أفريقيا المتضررة من فيروس «إيبولا». ومع ذلك تستمر حاجات البرنامج في الارتفاع في كل أنحاء العالم، متجاوزة التمويل المتاح.